في الآونة الأخيرة ومع الإعلام الجديد، بدأ المواطنون -إلا النُّذر اليسير- يتحدَّثون بأن هذا الوطن مستهدف من أعداءٍ كُثر، همّهم إفساده، وأن الحاقدين على وطننا لن يُغمضوا أعينهم ولن يفقدوا الأمل لاستهدافه، فما زال همّهم الأول والأخير استهداف هذا الوطن وشعبه ومقدساته وثرواته، لذا لابد أن نكون يدًا واحدة مع قيادتنا -لا طوائف ولا أحزابًا مختلفة-، فنكون فريسة سهلة لأعدائنا.
إن الأوامر الملكية الأخيرة المتضمنة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، قرارٌ حكيم، لذا تمت مبايعته من قِبَل كافة فئات الشعب على السمع والطاعة.. فنحن شعب المملكة وفيٌّ لقيادته ووطنه ودينه، وحُبّه لوطنه لا يُقارن، وفي هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، نتوجَّه إلى الله بأن يحفظ هذا الوطن، وولاة الأمر ويُوفّقهم ويُسدّدهم.
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: إن من لم يدعُ فهذا من جهله، وعدم بصيرته؛ لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي صلى الله عليه وسلم لما قِيل له: إن دوسًا عصت وهم كُفَّار قال: (اللهم اهدِ دوسًا وائت بهم)، فهداهم الله وأتوه مسلمين، فالمؤمن يدعو للناس بالخير، وقيادتنا الرشيدة أولى بالدعاء؛ لأن توفيقهم، توفيق للأمة، وقد روي عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه قال: (لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان)، وقال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (الذي لا يدعو لولي الأمر فيه بدعة من بدعة قبيحة، وهي: الخوارج -الخروج على الأئمة-).
فشعب المملكة يحب وطنه وقيادته، ويثق بولاة أمره، حيث بادلوه حُبًّا بحب، بل إنهم -حفظهم الله- جازوا المحسن إحسانًا، وعَفَوًا عمَّن أساء التصرف لوطنه من قبل، لهذا أصبح شعبنا مضرب المثل بوفائه لقيادته، وأصبحت قيادتنا الحكيمة مضرب المثل بوفائها لشعبها، فالاهتمام بالمواطنين من قِبَل خادم الحرمين وولي عهده محل تقدير في قلوبهم.
نشكر الله -عز وجل- على نعمة الأمن والأمان، وندعو الله أن يوفق قيادتنا الرشيدة لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يظل المواطن السعودي درعًا لقلعة مُحصَّنة بكتاب الله وسنة رسوله أمام مَن يسعى جاهدًا لإفساد هذا البلد.
اللهم إني استودعتك هذا الوطن وقيادته وأهله، وأمنه وأمانه، ليله ونهاره، أرضه وسماءه وإسلامه، وبيت الله الحرام، ومسجد خير الأنام، فاحفظها ربي من كل طامع، ومن كل من يريد بها سوءًا.