ربما كان الصيف بحره القائظ وزحمة الشوارع الخانقة ميدانًا لنمو القلق والضغط النفسي وتزايد الشعور بالزهق وعدم الاستقرار. لكن الواقع أن الدراسات المعاصرة تؤكد أن هناك سببين كبيرين لهذه الضغوط هما الأسباب المجتمعية والشخصية، ومن استطاع التعامل معهما بذكاء وفطنة، فلن يضيره حر الصيف ولا برد الشتاء.
أما الأسباب المجتمعية فناتجة عن الشعور بالخوف من عدم تمكن الفرد من تأمين متطلبات الحياة الأساسية لنفسه أو لأفراد أسرته. وهذه المطالب في ظل التقاليد والشكليات التي تحكمنا يتسع نطاقها وتكثر بنودها مع مرور الأيام بدءاً بالمشتريات والسلع وانتهاء بالتعليم والصحة والسفر.
أما السبب الثاني فيعود إلى تغييرات بيولوجية لم تكن موجودة قبل 40 سنة، ومن أهمها زيادة مستويات هرمون القلق النفسي (Cortisol
)، والذي يتسبب في إثارة تجاوب الإنسان بسهولة مع القلق والضغوط النفسية ولا يسمح بزوالها بسهولة وسرعة.
وتضمنت إحدى الدراسات الحديثة 6 خطوات لتحجيم جرعات القلق والضغط النفسي هي:
• بناء شبكة من العلاقات الإنسانية أو الاجتماعية، خاصة إذا تضمنت أصدقاء موثوقين، فذلك يساعد على استعادة التوازن العاطفي وتهدئة القلق النفسي عبر إفراز هرمونات مهدئة مضادة لهرمون القلق.
• الاستمتاع باللحظة الحالية السعيدة دون التفكير في لحظات غضب سابقة أو مخاوف من أيام قادمة، والتدريب على هذه الممارسة بانتظام يدعم وظائف الدماغ وقدراته لتجنب مواقف القلق والضغط النفسي.
• امسك بزمام الأمور، ولا تستسلم للضغوط بسهولة، كن قائداً للأحداث لا مقوداً، وضابطاً لها لا متأثراً بها.
• حافظ على لياقتك البدنية: الأنشطة الرياضية تسهم في خفض هرمون القلق الذي يوفر مزيداً من الطاقة في حالات القلق، وعليه فإن ممارسة الرياضة تستهلك هذه الطاقة وتروضها.
• التقليل من الأغذية غير الصحية، وعلى رأسها ذات السعرات الحرارية المرتفعة والدهون المضرة. وهي وإن كانت مضادة لهرمون القلق، إلاّ إنها تتسبب في أمراض خطيرة على المدى البعيد.
• لا تعتمد على حل سحري شامل، لكنها جملة العوامل المشار إليها.
أخيراً لا تنسى ذكر الله، فبه تطمئن القلوب وتُزاح الهموم والغموم.