يطل علينا «سوق عكاظ» كل عام ببهائه، حاملاً الجديد والتجديد، رابطًا الأجيال بموروثها الثر الأصيل، وكأنه يُحدِّث القوم عن أمجادهم وماضيهم العظيم وحاضرهم الزاهر، ويطلعهم على مستقبلهم المشرق بإذن الله، فمنذ الوهلة الأولى لدخول السوق يعيش الزائر ذلك الحدث المبهج، فالحركة جاذبة للنظر والأشعار جاذبة للفكر، يمتليء المكان بالشعر والشعراء، وكأنك تعايش تلك الحقبة من العصور القديمة المليئة بالقيم الأصيلة التي جاء الدين الإسلامي القويم ليتممها، والتي كان الشعر فيها في أبهى حلله.
إن هذا المهرجان الذي يجمع النخب الفكرية والمثقفة من كل أرجاء الوطن العربي، يستحق أن يُسجَّل كحدث عالمي فعلي مر أعوامه في العهد السعودي الزاهر يتعاهدنا بمشاركة المبدعين والمتألقين من أبناء أمتنا العربية، فهذا ديدن سوق عكاظ، لم يتطرق الوهن إليه، بل ظل ولا يزال يتدفق فيه العطاء كتدفق الدم في العروق، وتشرق شمس عكاظ هذا العام متزامنة مع رؤية المملكة 2030، ليُحلِّق بنا في فضاء رحب من الإبداع، مقدِّمًا شعراء ومبدعي عكاظ في أبرز حلل وأفضل نماذج، لكي يجعلنا شاهدين على رقي هذه الألوان الأدبية وعظمتها، التي هي جزء من عظمة تاريخنا المجيد، ويبقى عكاظ كوكبًا لامعًا ساطعًا في السماء العربية، يتحدى الغيم ليثبت للعالم أن الجزيرة العربية هي موطن الشعر ومنبع الإبداع ومهد الحضارات.