* مقال أمسِ اشتمل على أجزاء من محاضرة (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز) حول (الأسس التاريخية والفكرية للمملكة العربية السعودية) التي ألقاها في الجامعة الإسلامية 29 مارس 2011م؛ وذلك عندما كان أميرا لمنطقة الرياض؛ حيث أكد -حفظه الله- بأن المملكة العربية السعودية بقيامها على صحيح الدّين ما هي إلا بمثابة امتداد للدولة الإسلامية الأولى.
* وأضاف خادم الحرمين في تلك المحاضرة -التي كان لِي شَرفُ تقديمها وإدارة الحوار فيها-: (بأنه لا يوجد أسرة أو قبيلة في هذه البلاد إلا ولآبائها أو أجدادها مشاركةٌ فاعلة في توحيد البلاد وبنائها وتعزيز قوتها ورسالتها؛ فالجميع في هذا الوطن جزءٌ لا يتجزأ من هذا الإنجاز التاريخي لهذه الدولة المباركة، وأسهَمَ حقيقة في بنائها ووحدتها وتماسكها).
* (وأشار بأنه لِترسيخ ارتباط هذه البلاد بالدين الإسلامي فقد نص النظام الأساسي للحكم في مادته الأولى على أن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما تنص المادتان السابعة والثامنة على أن الحكم في المملكة يستمد سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وأن الحكم فيها يقوم على أساس العَدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية.
* وعندما خاطب الملك عبدالعزيز المواطنين أثناء زيارته المدينة المنورة في محطة العنبرية في 21 ذي القعدة 1346هـ أشار إلى أهمية نصرة الدين الذي هو أساس هذه الدولة، وذلك حسب ما نُشر في صحيفة أم القرى فقال: «إنني أُعتَبرُ لكبيركم بمنزلة الوالد، ولأوسطكم أخا، ولصغيركم ابنا؛ فكونوا يدا واحدة، وألفوا بين قلوبكم لتساعدوني على القيام بالمهمة الملقاة على عاتقنا، إنني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين وخادم للرعية).
* وختم «الملك سلمان» محاضرته حول «الأسس التاريخية والفكرية التي قامت عليها الدولة السعودية» (بالتأكيد على أن شرعية هذه الدولة هي في منهجها، وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية للالتزام بالدِّين الصحيح منهجا ومسلكا في الحكم، والبناء السياسي والاجتماعي، وليس في حادثات الفكر المستورد أو الفوضى والتخبط الفكري الذي لا نهاية لجدله ولا فائدة من مبادئه).
* أخيراً وفي ظل ما تعيشه بلادنا من تداعيات، وما تُواجهه من تحديات، أرجو العمل على نشر وتعميم مضامين تلك المحاضرة؛ فهي وثيقة مهمة وموجزة في بيان الأصول والمبادئ التي قامت عليها (السعودية) وما زالت تتمسك بها.