كنا نقول في مثلنا الشعبي: «من أمنك لا تخونه ولو كنت خاين»، وحسن الظن هو ما دأبنا عليه وتربَّينا جيلًا بعد جيل، ولكن أن يتحول هذا الأمان إلى خنجر نُطعن به، فعلينا أن نُفعِّل قانون العين بالعين والسن بالسن، والبادئ أظلم.
لم أورد مقدمتي هذه بقصد الشحن، وإنما أردت أن أقول: إن الصمت والتأنِّي في كثير من المواقف المعيبة، قد يكون لحكمة، لا يعلمها إلا من عقل الأمور.
فاض الكيل بنا، فخيانة حُكَّام قطر لدول الجوار هي أبلغ المصائب التي نعيشها اليوم، وهي وصمة العار التي وُصم بها حُكَّام قطر، ولن يتجرع كأسها إلا من حفر الحفرة، وهم مَن سيقعون بها عاجلًا أم آجلًا.
منذ أن بدأت المقاطعة دأب الحمدين وتميم على التعنُّت والصلف والمساومة على حساب المواثيق والعهود، واللعب على ورقة السيادة، التي أضحت النكتة البالية، التي لا تُضحك بقدر ما تشقي.
مَن تشرَّب الخيانة مِن مَن!؟؟
من أين أتاهم إلهام أن الخروج عن الصف سيُحيلهم إلى قوةٍ عظمى!؟؟.
أي قوة عظمى ستملكها قطر وهي مرتمية في أحضان إيران والإخوان والمنظمات الإرهابية!؟.
وهل استشرف أولئك ما سيؤول إليه حالهم وحال الشعب القطري الشقيق لو مضوا في الدفع بتعنتهم إلى طريق مظلم!؟.
أم أنهم لم يُدركوا بعد أنهم مدانون من الساس إلى الرأس!؟.
إن الوثائق التي تناولتها وسائل الإعلام بالتفصيل والتحليل، والتسجيلات التي كشفت تورُّط الحمدين وتميم في تمويل الإرهاب، والترويج لسياسة الأرض المحروقة، كانت بمثابة الصفعة التي لوت أعناقهم.
ضربني وبكى وسبقني واشتكى!! هذا هو ناموس الحمدين وتميم، وهذا ديدنهم، فبأي وجه يُطلقون البيانات هنا وهناك!؟، وهم مَن كانت لهم اليد الطولى في كل ما تشهده المنطقة العربية من أحداثٍ دامية.
فأين هو دور العاقلين في قطر؟.
نحن على يقين أن ما حدث من حُكَّام قطر من خيانة لنا ولدول الجوار الأخرى لا يقبل به المخلصون لوطنهم وشعبهم في قطر، ونحن على ثقة تامة أنهم في مواجهة مستميتة مع مسلك الخونة، ويُقابلون العار بالرفض جملةً وتفصيلًا.
بعد أن شهد العالم أجمع الحقائق الموثقة، جعلتهم -في قراءة بسيطة لها- يستشرفون أن الحمدين وتميم على عتبات نهاية مروعة، لا يعلم مداها إلا الله.
إن أخشى ما نخشاه أن أصوات حكماء قطر قد كُبِّلت بسياطٍ من حديد، وأن هذه الصورة المعتمة هي حقيقة ما يحدث الآن في قطر. فليحمِ الله قطر «الدولة»، والشعب القطري الشقيق الذين لا ناقة لهم في وصمة العار تلك ولا جملًا.