• أرسل لي أحد أصدقائي نكتة تقول: «يقولون أن مدينة لاس فيغاس المدينة التي لا تنام.. شكلهم ما دروا عن ديرتنا، لا ينامون ولا يخلوا غيرهم ينام..».. ضحكتُ وبكيتُ على حالنا مع الإجازة الصيفية، التي كُلَّما طالت كان التعب معها أكبر من كل التوقعات، وكان السهر حكاية، والعناء حكاية، والليل حكاية، والنهار حكايات مع فريقين، فريق يسهر حتى الصباح لينام من بعد الشروق حتى الغروب، وفريق ينام بعد منتصف الليل حتى الصباح، وهي حقيقة مفزعة أن تبقى المدينة تحت وطأة الضجيج الذي لا ينتهي، وفي هذا استنزاف لكثير من الموارد، وتعب على الجهات الأمنية وعذاب، ليس في ذمته سوى أن الدنيا إجازة. لا والمشكلة الكبرى هي فينا وفي عدم وعينا وإدراكنا لقيمة الوقت الذي يُفترض أن نستغله ونستثمره لصالحنا، بدلًا من الدوران بلا هدف، وبدلًا من السهر الذي أصبح عادة سيئة، والسبب بالتأكيد الإجازة..!!!
• المضحك حقًّا أن ربعنا لا ينامون ولا يتركون غيرهم ينام، وهو بالفعل ما يحدث، وكلكم يعرف السبب، والحديث هنا عن طبقة ربما ليس بإمكانها السفر للخارج بسبب إمكانياتها، وهؤلاء هم الذين تجدهم يتجمَّعون في منازلهم ليسهروا ليلًا ويمارسوا الضجيج حتى الفجر، وبالطبع هؤلاء لا يُقدِّرون أن غيرهم ملتزم بدوام، وأن البيت هو خليط من موظفين وعاطلين وطلاب ومعلمين ومعلمات، ليصل إزعاجهم حد العبث لأولئك الذين عليهم أن يذهبوا للدوام مهدودين من السهر، وكانت الإنتاجية الضحية، وهي قضية أن تكون الإجازة قضية، ويكون صيفنا بين لهيب الشمس وضجيج الصغار.. والسؤال: متى يا تُرى تسعى وزارة التعليم لتعليم الأجيال قيمة الزمن وقيمة العلم في النهوض بالأجيال، بدلًا من تلك الإجازات التي باتت حكاية طويلة ثقيلة في زمن نحن نحتاج فيه إلى كل دقيقة، لننهض من السبات واللامبالاة، إلى ما يهم وطننا، والمستقبل الذي نريده أن يكون معنا ولنا، لا أكثر..؟!!!
• (خاتمة الهمزة).. عَلِّمونا في مدارسنا قيمة الوقت، وكيف نكتب الآتي بعقولنا، بعيدًا عن الإجازات والسهر، والكدر والضجيج واللامبالاة... وهي خاتمتي ودمتم.