في مطلع أزمة الخليج الحالية، كان هنا مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي في محاولة لرأب الصدع الخليجي، وعاد بخفي حنين، كما عاد تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، وبقية وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي، (ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا).
تركيا لم تيأس من إمكانية إيجاد حل دبلوماسي للأزمة، لذلك قرر هذه المرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجيء بنفسه، لعلَّه يُصلح ما لم يستطع غيره من كبار وزراء الخارجية في العالم، إصلاحه، حيث يَعتَقد أنه مُهيَّأ للنجاح.
أولًا تركيا ليست بعيدة عن المنطقة، بل أُقحمت طرفاً في الأزمة الحالية، لذا كان أحد المطالب الثلاثة عشر المسلَّمة للدوحة، قبل إلغائها أو مراجعتها، إزالة القاعدة التركية العسكرية بقطر، وهو ما رفضته كل من قطر وتركيا.
ثانيًا، منذ اليوم الأول للأزمة، أصدر البرلمان التركي موافقته لإرسال قوة عسكرية إلى قطر، وبدأت هذه القوات في الوصول تباعًا، ويقال: إنها ما بين 5- 35 ألف جندي تركي، كما أرسلت إلى عمان بشكل متزامن مائتي دبابة تركية، في نفس الفترة، وبنفس السرعة، مما يعني أن القاعدة التركية القطرية العمانية متأهبة لأي طارئ، وكذلك المدرعات التركية مستعدة لمساندتها، وكلاهما ليس موجودًا في قطر أو عمان لشأن ترفيهي أو تشريفي، بل هي تمثيل ميداني لقوة عسكرية كبيرة وفق المعاهدة، قد تكون لحماية النظام القطري.
تركيا هي الدولة الوحيدة المحافظة على علاقات متوازنة، بين كل دول مجلس التعاون، ومنها دول الأزمة، حيث وصفها وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير قائلًا: أبلغونا الأتراك أنهم على الحياد، وهم كذلك، وبالتالي موافقة زعماء الخليج استقبال الرئيس أردوغان، دليل أن هناك قبولًا جماعيًا من دول الأزمة، ولو أنه مبدئي، للتفاوض الدبلوماسي.
#القيادة والتميز_نتائج_لا_تصريحات
الناجحون ليسوا هم الأكثر عبقرية، بل هم الأكثر اجتهادًا وإنجازًا.