متابعة لمقال الأمس عن التغيرات التي تطرأ على سوق العمل باستمرار، وكيف أن كثيراً من المجتمعات تهتم بقضية البحث عن حلول لهؤلاء الذين تنتهي صلاحياتهم في مجال ما، بسبب تغير الظروف، مثل تراجع الحاجة إلى بعض الأنشطة الاقتصادية أو اختفائها أو استبدالها أو تدهور الأوضاع الاقتصادية، وما إلى ذلك. لذلك ستظل هذه القضية محل اهتمام مستمر، وبرهان ذلك المحاولات المتعددة للتغلب عليها بطرق علمية وعملية بعيداً عن العواطف والأمنيات والشعارات.
وهذه الجامعة الوطنية National University في ولاية كاليفورنيا الأمريكية (خاصة غير ربحية) تعتمد مشروع دراسة بتكلفة 20 مليون دولار على مدى 4 سنوات لخدمة هذا القطاع الواسع من الفئات التي فقدت وظائفها، والتي تتزايد وتتغير باستمرار.
الدراسة تتناول البحث عن أفضل السبل لدمج 3 عناصر رئيسة هي المقررات المتكيفة مع حاجة المتعلم وقدراته ووقته، والتعلم المبني على اكتساب المهارات والجدارات لا على مجرد الدرجات والتقديرات، والتحليلات التنبؤية التي تسهم في استشعار المشكلة قبل وقوعها بوقت كافٍ.
وتسعى الجامعة لتطبيق هذه المنصة الواسعة والمفاهيم المتطورة على 20 مقرراً من المقررات العامة بعد عام من اليوم، وفي حالة نجاحها يمكن عندها تعميمها على طيف واسع من المقررات التخصصية الأخرى.
وتعتقد الجامعة أنها تحقق هدفين كبيرين في حال نجاح هذه التجربة. الأول هو المحافظة على نسبة كبيرة من طلبتها الكبار في السن حتى يستكملوا برامجهم الدراسية الجامعية ومن ثم يتخرجوا فيها. وفي ذلك دعم للجامعة مادياً، وكذلك معنوياً من خلال تحسين صورتها الذهنية لدى المجتمع باعتبارها مؤسسة قادرة على اجتذاب الطلبة كبار السن، والمحافظة على استمرارهم فيها حتى التخرج.
الهدف الآخر هم تمكينهم من تأهيل أنفسهم لوظائف جديدة مطلوبة في سوق العمل، عوضاً عن تلك التي فقدوها بسبب تراجع الإقبال على المجالات والأنشطة التي كانوا يعملون فيها، وليس لعيب فيهم.
لا أعلم تماماً نطاق هذه الدراسة، ولا احتمالات نجاحها، ولا آليات تطبيق نتائجها، لكن الواضح أنها دراسة مكلفة جادة تسعى لأهداف كبيرة خاصة وعامة.