Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الصين والهند: وعيد وتهديد!!

ملح وسكر

A A
الصين تتوعد الهند، والهند صامتة، والأسباب مضحكة. أحسبها مضحكة، ولكن ربما كان شأنها عند الصين عظيماً. الخلاف بسبب منطقة حدودية مشتركة بين الهند والصين وبوتان (مملكة صغيرة) لا تزيد مساحتها عن 88 كيلومتر مربع. وللعلم، تبلغ مساحة الصين قرابة 10 ملايين كيلومتر مربع، في حين تقترب مساحة الهند من ثلث مساحة الصين، أي أكثر من 3 ملايين كيلومتر مربع. هذه المنطقة حالياً تحت الحماية الهندية، والهند تزعم أنها لا تدعي ملكية الأرض، وإنما هي تتصرف نيابة عن مملكة بوتان الصغيرة المجاورة.

والخميس الماضي أصدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية بياناً تضمّن قوله: (على الهند أن تنسى أي أوهام بشأن الاستمرار في الاحتفاظ بهذه الأرض...)، وقال: (إن جيش التحرير الصيني قادر على تحريرها لو استدعى الأمر ذلك).

طبعاً لا أحد يتوقع نشوب حرب بين الدولتين النوويتين العظميين، لكن معظم النار من مستصغر الشرر، كفى الله البشرية شرّ الحروب في أي من بقاع الأرض.

ولكن ما سبب الخلاف على مساحة لا تزيد عن 1 من مئة ألف من مساحة الصين، ولا تزيد عن واحد من 30 ألفاً من مساحة الهند. هل هي أشبه ما تكون بالتاجر الذي يفقد ريالاً واحداً وثروته تزيد عن 100 ألف ريال!! أم هل هي منطقة غنية بالثروات الطبيعية؟ أم أنه مجرد كبرياء وخيلاء واستعلاء، مدعوم بقوة السلاح وضخامة الجيوش وتطور التقنية العسكرية؟

أم أن مجرد التفريط في شبر واحد يعطي انطباعاً بالتفريط في كل الوطن! وهو ما تؤكده أعلى سلطة صينية بإعلانها الثلاثاء الماضي: (لن يحلم أحد بأي بصيص أمل في أن نبتلع مرارة الألم بالتفريط في سيادتنا الوطنية وقضايا أمننا ونمونا وتطورنا).

هل من الممكن في هذا العالم المتضخم بـ «أنا» القوة العسكرية والروادع النووية أن نستيقظ يوماً، وقد شبت حرب ضروس بين الهند والصين، أو بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، أو بين إيران وإسرائيل؟ أم هل كل تلك الحروب وما يتبعها من دمار وقتل وتشريد مقصورة على بني يعرب من محيطهم الثائر إلى خليجهم الهادر؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store