Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دحر الإرهاب وبسط السيطرة الأمنية يعيدان الهدوء لـ «المسورة»

No Image

«المدينة» ترصد فرحة الأهالي بإنجازات البواسل

A A
سادت حالة من الفرحة الشديدة، بين أهالي حي المسورة، بالعوامية في محافظة القطيف، التابعة للمنطقة الشرقية، وسط إشادات بالإنجاز الذي نجح بواسل الأمن في تحقيقه، بالقضاء على العناصر الإرهابية الضالة، التي تحصنت بالحي، وأذاقت الأبرياء فيه مرارة فقدان الآباء، والأبناء؛ إثر التفجيرات، والهجمات الآثمة.

«المدينة»، كانت حاضرة لتسجيل تلك اللحظات المضيئة، من الفرحة بعودة الحياة لطبيعتها، وانتشار الهدوء، وسط سيطرة أمنية فاعلة، بعد حملة أمنية داهمة؛ أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين، والقبض على عدد آخر، بالإضافة إلى ضبط مواقع لتصنيع المقذوفات، والقنابل المتفجرة، منها موقعان اثنان بأحد المنازل في حي المسورة.

هدوء تام وسيطرة أمنية

أول ما يمكن رصده عندما تتجول في حي المسورة، هو حالة الهدوء المفعمة بالفرحة الشديدة، المرسومة على قسمات جميع المواطنين، بالإضافة إلى حالة أخرى من الامتنان للقيادة الرشيدة التي وعدت بتطهير الحي من الفئة الضالة، وأوفت بوعدها، على أيدي بواسل الأمن، الذين لم يدخروا جهدا، ولم يبخلوا بأرواحهم؛ لاستعادة الأمن، والاستقرار بالحي.ولا تخلو العوامية حاليا، من سيطرة أمنية حاكمة، ومتمكنة، إذ انتشر رجال الأمن بجميع الشوارع، والأحياء، وعادت الحركة لطبيعتها في كل مكان، بعدما تم وضع نقاط تفتيش أمنية، لتنظيم عمليات السير، فضلا عن دوريا على مدار الساعة؛ لتمشيط كل متر من أرض البلدة.

أضرار مادية جسيمة

تجاوزت الأضرار المادية التي تسببت فيها محاولات الفئة الباغية إعاقة العمل في تطوير حي المسورة، حد التصور، وقدرتها أمانة المنطقة الشرقية بـ18 مليون ريال، منذ بدء تنفيذ المشروع.

وأكد وكيل الأمين للتعمير والمشروعات، المهندس عصام الملا، أن هذه الأضرار وقعت خلال 6 أشهر من تاريخ بدء إزالة الحي القديم.

الأمانة: الإنجاز الأمني يساهم في تسريع وتيرة التطوير

من جانبها أكدت أمانة المنطقة الشرقية، أن الإنجاز الأمني، بتطهير حي المسورة من العناصر الضالة، واستعادة الهدوء، وبسط السيطرة الأمنية عليه، سيساهم بشدة في تسريع وتيرة التطوير، وزيادة معدلات الإنجاز في المشروعات الجارية بالفعل؛ بما يعود بالنفع على الجميع.

ومن المعروف أن مشروع تطوير المسورة، والعوامية انطلق منذ فترة، ويتبنى فيه المجلس البلدي لمحافظة القطيف، تنظيم وتطوير المباني والحارات القديمة؛ بما يحقق تطلعات الأهالي في المحافظة بشكل عام، والعوامية والمسورة على وجه الخصوص.

إصرار على العمل رغم الصعوبات

ويعد مشروع تطوير حي المسورة، من ضمن الأعمال التنموية الهامة، التي تنفذها حاليا الأمانة في محافظة القطيف، وتشرف عليها بلدية المحافظة.

ورغم ما تعرض له مشروع تطوير العوامية، وحي المسورة، من إعاقة، وصلت إلى حد تعرض المعدات العاملة بالمشروع إلى الحرق، وإطلاق النار على العمال، من قبل الفئة الآثمة، فإن حالة من الإصرار كانت تسيطر على الجميع؛ من أجل إتمام العمل أيا كانت التضحيات، وهو ما ساهم في مضي عجلة العمل بشكل أزعج بشدة الفئة الضالة، ودفعهم للدخول في مواجهة مفتوحة مع الدولة، والمواطنين، أسفرت عن القضاء عليهم قضاء مبرما، وبلا عودة.

وشملت عمليات التطوير لحي المسورة هدم، وإزالة المنازل العشوائية القديمة، المتداخلة ضمن أزقة ضيقة، لا يتجاوز عرضها 1.5م، ما تسبب في تعريض سكان الحي للخطورة، لا سيما في وجود عدد من المنازل المهجورة، والمهدمة، فضلا عن ضعف، وقدم شبكات الخدمات الموجودة بالحي، وافتقارها لوسائل السلامة.

وتعتبر أمانة المنطقة الشرقية، مشروع تطوير العوامية، والمسورة، واحدا من أهم المشروعات التنموية بالقطيف، إذ تم وضع عدد من الرؤى، والمقترحات الهامة للمرحلة الأولى من المشروع، وفق الدراسات والمخططات التي وضعت لتطوير وسط العوامية، إذ يتضمن ما يلي:

إنشاء سوق للنفع العام

إنشاء محلات تجارية ذات طابع تراثي

إحياء المنطقة الأثرية

إنشاء مركز ثقافي ومكتبة عامة وصالة رياضية وكافتيريات ومطاعم وقاعات مناسبات للرجال والنساء

إنشاء مجمع تجاري ومبانٍ استثمارية ونادٍ نسائي

إنشاء رياض للأطفال تشييد عدد مواقف انتظار السيارات بطاقة استيعابية تصل إلى 610 مواقف

الأهالي يتبادلون التهاني ويشيدون بالإنجازات

تبادل التهنئة، والدعاء للقيادة، ورجال الأمن البواسل، صار السمة السائدة بين جميع الأهالي في حي المسورة، وبلدة العوامية، فرحة بالإنجاز الأمني؛ الذي انتهى إلى دحر الفئة الضالة، والقضاء على الأغلبية الغالبة من عناصرها.

واتفق جعفر المبارك، ومصطفى العبدالله، وهشام المنصور، من أهالي الحي، على أن الإنجاز الأمني الذي تحقق بفعل تضحيات البواسل، ودعم القيادة الرشيدة؛ أمر مثار فخر وسعادة الجميع.

وأكدوا لـ»المدينة»، رفضهم وجميع أبناء المنطقة، ما كانت ترتكبه هذه الفئة الباغية، من اعتداءات آثمة على الأبرياء، من الأهالي، مشددين على أن الجميع سيقفون صفا واحدا، مع رجال الأمن؛ لمنع أي محاولة لهذه العناصر الضالة، لكي تطل برأسها مجددا.

مساندة القيادة سر النجاح

وأعربوا عن فرحتهم العارمة، بعودة الحياة إلى طبيعتها، بفضل الخطط الأمنية الناجحة، وبسالة رجال الأمن في تنفيذها، تحت دعم ومساندة لا تلين من القيادة الرشيدة، بما مثل السر الحقيقي وراء هذا الناجح الباهر.

ودعا الأهالي إلى استمرار اليقظة، والتعاون مع رجال الأمن؛ لمنع تكرار هذه المواقف الدامية التي تسبب فيها العناصر الإرهابية، عبر نشر الدمار في كل مكان.

آثار الدمار لا تعيق الفرحة

ورغم الآثار الواضحة للدمار؛ الذي ألحقته الفئة الباغية، بالمنازل، والشوارع في حي المسورة، فإن ذلك لم يعق فرحة الأهالي عن الظهور، وسط تأكيدات من الجميع، على أنهم قادرون بالتلاحم، والتعاون مع القيادة الرشيدة، والجهات المعنية، على إزالة آثار هذا العدوان الغاشم، وإعادة الحياة من جديد إلى كل مكان أقدم الإرهابيون على تدميره. وأكد الأهالي أنهم يقفون بالمرصاد، في وجه كل من تسول له نفسه العودة إلى السيرة السابقة، ومحاولة استغلال المنازل القديمة كأوكار للاختباء، أو الأزقة الضيقة كمخازن للأسلحة، مشددين على مراقبتهم لكل صغيرة، وكبيرة، لحين وصول يد التنمية، والعمران إلى هذه الأماكن بهدمها وإعادة بنائها من جديد على أحدث الطرز العالمية. وأعرب الأهالي عن ثقتهم التامة، في قدرة أجهزة الدولة كافة، على إنفاذ خطط التنمية، وإيصالا إلى كل ركن في حي المسورة، وبلدة العوامية.

المرحلة الأولى من التطوير

أوضح أمين المنطقة الشرقية، بالإنابة، المهندس عصام بن عبداللطيف الملا، أن حجم التعويضات لمنازل حي المسورة، بلغ أكثر من 800 مليون ريال، مشيرا إلى إزالة أكثر من ٨٠

منزلا في الحي.

وقال «الملا» إن أعمال إزالة المباني، في حي المسورة مستمرة، وأنه بدء مشروع التطوير، سينطلق بعد انتهاء إزالة جميع المباني، التي يبلغ عددها ٤٨٨

منزلا.

وأضاف: «مدة تطوير مشروع حي المسورة تصل لسنتين، وتم الانتهاء من جميع أعمال التثمين الخاصة بالمنازل في الحي، وتم إصدار شيكات التثمين لجميع ملاك المنازل قبل البدء في أعمال الإزالة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store