تعود الكرة للركض من جديد ونعود للركض معها، بداية موسم كروي جديد بدأ الخميس الماضي بداية عجيبة غريبة لخبطت أوراق مفكري ومنظري وفلاسفة كرة القدم في بلدنا.
مع كم التعاقدات والاستقطابات الداخلية والخارجية توقعنا وبقوة أن الكبار راح يأكلوا الصغار بسهولة وراح تكون النتائج من الخمسة وفوق فجاءت الصاعقة وخسر الأهلي أمام الاتفاق وخسر الاتحاد أمام الباطن وخسر الشباب أمام أحد ونجا الهلال بأعجوبة أمام الفيحاء، الذي أضاع ضربة جزاء في الثواني الأخيرة من المباراة كانت ستحقق له تعادلًا هو النتيجة الطبيعية لأحداث اللقاء فيما خرج النصر بفوز صعب على الفيصلي.
في بداية الموسم الماضي كتبت توقعاتي هنا في خط المنتصف وبفضل الله تعالى تحققت جميعها أما هذا العام فلن أورط نفسي في توقعات لموسم هكذا بدايته.
دوري هذا العام أشبه بباص سياحي كبير انقلب في بداية الرحلة فتلخبطت أماكن وأوراق ومقتنيات كل المسافرين عليه سواء كبار الشخصيات في مقدمته الذين دفعوا قيمة التذاكر العالية أو أصحاب الدخل المتوسط في وسطه أو البسطاء في مؤخرته ونال كل منهم نصيبه من اثار الحادث، فجاءت مواقع المسافرين بعد الحادث التعاون والباطن في الدرجة الأولى يأتي بعدهم النصر والهلال وجاء الأهلي والشباب في منتصف الباص وفي المؤخرة الاتحاد والفتح، واليوم سيستأنف الباص رحلته التي لا ندري هل يستطيع أحد أن يتجرأ بتوقعات لهذه المحطة ولا التي بعدها.
عمومًا هذا كله في صالحنا كمشاهدين ومتابعين فدوري هذا العام من الواضح أنه يحمل ملامح مختلفة ومفاجآت كثيرة ومذاق ومتعة من نوع خاص وسيكون موقع المسافرين أو الفرق في نهاية الرحلة على غير المتوقع تمامًا.
هذا العام لا يوجد مسافر بسيط أو فريق صغير بل يجب على كل فريق وخاصة الطامعين في بطولة الدوري أن يبذلوا كل ما لديهم في كل مباراة يلعبونها.
وما آلت اليه الجولة الأولى من وجهة نظري غيض من فيض ولا زال جراب الحاوي مليئًا بالمفاجآت والنتائج المبهرة وسيكون (التعاون والاتفاق والقادسية والفيحاء) هم أفراس الرهان في دوري هذا العام.
أمنية فقط أتمناها في بداية هذا الموسم (2018-2017) أن تكون المنافسة والتحدي والبحث عن الفوز داخل الملعب لا خارجه، فقد سئمنا من سنوات مضت كان اللعب ليست داخل المستطيل الأخضر بل خارجه عبر التصاريح لوسائل الاعلام المختلفة والبيانات المنوعة والصراعات الخفية والملاسنات وتوزيع الاتهامات، ونرجو أن تعود هذا العام إلى مكانها الطبيعي كما هو الحال في كل دول العام فتشتغل إدارات الأندية بصمت داخل أنديتها وتسعى إلى تطوير فرقها وتلافي أخطائها وبالتالي تبحث عن النتائج داخل الملعب.. هنا وهنا فقط نستطيع أن نتباهى بدورينا وكرتنا وأنديتنا السعودية.