Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

عندما يميل الميزان!

ملح وسكر

A A
ما احتمال أن ينال صاحب الحق حقه في الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بكثير من دول العالم الثالث؟ شخصيًا أراه احتمالا كبيرًا من واقع تجربتي أثناء دراستي هناك (1977 – 1981م). وقد يُظن أن الحال لم يتغير كثيرًا، أو ربما تغير بفعل قضايا الإرهاب ما صدق منها، وما كان مصطنعًا. لكن ثمة دراسة حديثة امتدت على مدى 35 عامًا (1981 –

2014م)، وشملت 400 ألف حالة قتل في الولايات المتحدة، تؤكد أن نظام العدالة قد اختل كثيرًا، وأن للعنصرية دور بارز في إخفاء الحقائق، وفي تبرير جرائم القتل لأفراد من جنس دون آخر، وأن للون البشرة دورًا في درء العقوبة أو تثبيتها.

تقول الدراسة إن من بين كل 100 حالة قتل يرتكبها ذوي البشرة الشقراء، يتم اعتبار 17 حالة منها مبررة، أي أن لها أسبابًا ودوافع تبرر ارتكابها، ومن ثم تبرئة أصحابها، في حين لا يتم تبرير سوى حالتين فقط من كل مائة إذا كان القتلة من ذوي أصول أخرى. باختصار احتمال تبرئة قاتل أبيض تزيد على 8 أضعاف احتمال تبرئة غير الأبيض. وتبين أيضًا أن هذه النتائج ثابتة تقريبًا عبر المدن والولايات الأمريكية، وأنها تشمل الأفراد كما رجال الأمن.

وأكثر الأسباب التي يزعمها القاتل هو (الدفاع عن النفس)، وهو مبرر يدعمه القانون الذي يحمل نفس المسمى. لكن من الواضح أن رواية القاتل الأبيض تنال حظوظًا من الصدق أكبر بكثير مقارنة بغيره.

ذلكم الشاهد الأول، وهو انحياز النظام الجنائي الأمريكي غالبًا إلى الرجل الأبيض، وليس بالطبع دائمًا.

الشاهد الثاني عن مدى تسلل المبدأ المنحاز نفسه إلى دول أخرى متقدمة أو متأخرة في ميزان الحضارة الحديثة؟ وما أثر الدين أو الثقافة في ترسيخ هذه الممارسة أو نفيها؟ ما دور الأجهزة الرقابية تجاه الأجهزة الأمنية أو القضائية حين تشعر بأن الدفة لا تميل نحو العدالة المطلقة البعيدة عن معايير مرتبطة بالدم أو اللون أو العرق أو الجاه أو القوة أو المصلحة!!

ودعونا لا ننسى المقولة الخالدة (العدل سيد الأحكام)!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store