أعلنت وزارة التعليم يوم الأربعاء الماضي اعتمادها لزيادة اليوم الدراسي لساعة واحدة يومياً من الأحد وحتى الأربعاء اعتباراً من العام الدراسي القادم 1438هـ / 1439هـ وكذلك إدراج 4 حصص للنشاط أسبوعياً بواقع 60 دقيقة للحصة وذلك ضمن الخطة الدراسية لجميع المراحل الدراسية، وقد تضمن القرار الذي تم تعميمه على جميع إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات أن تكون حصة النشاط في منتصف اليوم الدراسي دون استقطاع أو اختزال من الزمن المستحق للطلبة في الاصطفاف الصباحي أو الحصص الدراسية أو وقت الصلاة.
أثار هذا التعميم انتقادات واسعة وجدلاً كبيراً في الساحة التعليمية بشكل خاص وبين باقي أفراد المجتمع بشكل عام إذ عبر البعض عن امتعاضه من القرار مؤكدين بأن مثل هذه الحصص لا يكاد يكون لها أثر على معظم الطلاب لأن البيئة التعليمية في بعض المدارس غير محفزة للتعليم أصلاً فضلاً أن تكون محفزة للأنشطة الأخرى ، إضافة إلى أن مثل هذه الحصص تتطلب استعداداً سواء بالنسبة للمدرسين أو الصالات أو الرحلات خصوصاً وأنها ستكون بشكل يومي ( 4 أيام في الأسبوع ) كما أن بعض المدارس مستأجرة وغير مؤهلة لمثل هذه الحصص ، فالمكيفات متعطلة والمباني متهالكة والفصول متكدسة والمقاصف سيئة وبعض المدارس فيها فترتان صباحية ومسائية ، وستساهم مثل هذه الحصص في تأخر عودة الأبناء إلى منازلهم خصوصاً أولئك الذين تقع منازلهم بعيداً عن المدارس.
في اليوم التالي نشرت صحيفة سبق الإلكترونية خبراً يشير بأن المتحدث باسم وزارة التعليم قام في مداخلة له على قناة العربية بتوضيح القرار وأفاد بأن الساعة الإضافية ستدخل في إطار الـ 7 ساعات الرسمية للموظف ولن تتجاوز ساعات اليوم الدراسي ، ولن تؤثر على الأنشطة المدرسية وستكون في منتصف اليوم الدراسي وهي استكمال لتجربة الوزارة منذ فترة طويلة في تنفيذ الأنشطة الطلابية غير الصفية مؤكداً بأن جميع المراحل الدراسية ستبدأ في نفس الوقت بينما تختلف في الخروج بحسب عدد الحصص والمناشط .
كنت أعتقد بأن تصريح المتحدث باسم الوزارة سيفند بعض جوانب التعميم غير أنه زاده غموضاً، فذهبت لموقع الوزارة لأنظر إن كان هناك توضيح للتعميم فلم أجد شيئاً فأخذت أتابع تعليقات الجمهور على القرار لعلي أجد من يوضح ذلك الغموض فلم أجد إلا كثيراً من الاستياء والامتعاض على أمل أن يصدر بيان توضيحي لتعميم الساعة الإضافية.
بعض التعاميم والقرارات التي تصدر يشوبها بعض الغموض الذي يساهم في إضعافها ، وتحكم على نفسها بالفشل منذ صدورها، وكان يمكن لمثل هذا القرار وبالرغم من أهمية الأنشطة اللاصفية للطلاب أن يقدَّم بطريقة مختلفة قد تساهم في دعمه عند صدوره بدلاً من مهاجمته والامتعاض منه وقتله في مهده .