يقول أبو العتاهية رحمه الله :
الموت باب وكل الناس داخله .. يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الموت جنة خلد إن عملت بما.. يرضي الإله وإن قصّرت فالنار
هما محلان ما للناس غيرهما .. فانظر لنفسك أي الدار تختار
في يوم الخميس الموافق 11/11/1438هـ فوجئنا بخبر وفاة الشيخ محمد بن محمد الحذيفي الساكن في بحر أبو سكينه وهي محافظة من محافظات عسير ، وهو يؤذن لصلاة المغرب سقط على الأرض ميتاً فرحمه الله رحمةً يبلغ بها أعلى الدرجات وغفر الله له جميع الذنوب والسيئات، وقد حضر دفن جنازته ما يقارب من ألفي شخص تقريباً ،نعم لقد عرفنا منه حبه للخير وللفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وبذل قصارى جهده في مساعدتهم وإن كان قليل ذات اليد ولقد أخبرني من أثق فيه بأنه يذهب مع بعض فقراء المنطقة إلى أصحاب البقالات ويقول لهم إذا أتاكم هذا الرجل يريد شيئاً من البقالة ولا يجد لديه شيئاً من النقود فسجل ذلك باسمي وقد عرف عنه حبه لإصلاح ذات البين واشتهر بهذا العمل الخير وهو أيضاً ممن قال الرب سبحانه وتعالى فيهم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن صفاته الحميدة أنه كان رجلا بشوشا متواضعا خدوماً وفياً في مواعيده دائما حديثه يعلوه الابتسامة والألفة والمحبة وعند خبر وفاته ترك في قلوب محبيه الحزن الشديد .
ولد رحمه الله في بحر أبو سكينة في 1/7/1366 هـ وتلقى دراسته هناك وكان طالب علم ومحباً لأهل الخير حريصاً على حضور المحاضرات والاستماع إليها وهو حقيقة كل من عرفه إذا وصفه فإنه يصفه بأن نهجه من نهج الرعيل الأول، فرحمه الله رحمة يبلغ بها أعلى الدرجات وغفر الله له جميع الذنوب والسيئات، «إنا لله وإنا إليه راجعون» .