تقام هذه الأيام ندوة الحج الكبرى والتي تنظمها وزارة الحج والعمرة بمكة المكرمة بعنوان ( الحج منبر السلام ... من بلد الله الحرام)، وقد دأبت الوزارة ومنذ سنوات طويلة على عقد هذه الندوة بمشاركة كبار العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء من العالم الإسلامي خلال موسم الحج وذلك تأكيداً للدور الشامل الذي يتضمنه مفهوم الحج بصفته تجمعاً دينياً وعلمياً يتم عبره التعارف والتواصل الديني والمعرفي بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها.
تعد هذه الندوة بمثابة منبر إعلامي عالمي فهي تأتي في موسم الحج والذي يتوافد اليه الملايين كما يتابعه عبر وسائل الإعلام مئات الملايين، وهي فرصة ذهبية لتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية وكذلك تعريف العالم أجمع بسماحة ووسطية واعتدال هذا الدين وتبرئته من تهم التطرف والعنف والإرهاب والتي يحاول أعداء الإسلام إلصاقها به إضافة إلى إبراز الجهود الجبارة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة حجاج بيت الله والمشاريع العملاقة التي تم إنجازها في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وفي مقدمتها توسعة الحرمين الشريفين .
تركز ندوة الحج الكبرى لهذا العام على خمسة محاور هي محور (الإسلام دين السلام) ، ومحور ( الحج منبر السلام تعلماً وتعليماً ) ، ومحور ( خطبة حجة الوداع ) ، ومحور ( جهود تذكر فتشكر في إرساء قواعد السلام ونشره ) ، ومحور ( تطبيقات الإعلام الرقمي وأثرها في خدمة الحج ) ، وجميع المحاور السابقة تعد من أهم المواضيع التي نحتاج إلى تعريف العالم بها وبمكانتها في ديننا الحنيف .
وبالرغم من أهمية ندوة الحج الكبرى إلا أن التغطية الإعلامية لها لاتزال محدودة ، وبالرغم من أن أحد محاور الندوة يركز على تطبيقات الإعلام الرقمي إلا أن حضور الندوة في الإعلام الرقمي لايزال ضعيفاً، ومن الضروري أن لا تكون مثل هذه الندوة الكبرى مقصورة على المدعوين والحضور بل لابد من توسيع نطاق الإعلان عنها لتكون عالمية فنحن في موسم عالمي وأنظار العالم تتجه الينا في هذه الأيام ولابد من انتهاز هذه الفرصة لإيصال هذه الرسائل المهمة لكل أرجاء العالم وتسخير كل طاقتنا سواء كانت إعلامية أو رقمية للاستفادة من هذه المناسبة العالمية في تصحيح بعض الأفكار المشبوهة عن ديننا العظيم