حديث الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأحد الذي يحاول فيه الدفاع عن نظام الحمدين، نافيًا تمويله للإرهاب ووجود علاقات له مع حركة الإخوان المسلمين، مبررًا في ذات الوقت علاقاته الحميمة مع طهران- هذا الحديث بكل ما تضمنه من أضاليل يدخل في محاولات الدوحة الظهور بمظهر الدولة السوية بالرغم مما يظهر كل يوم من إثباتات وبراهين على تورطها في مستنقع الإرهاب شراكة ورعاية وتمويلًا، وتوفيرها الملاذ الآمن للعديد من قادة التنظيمات الإرهابية، وإلى الحد الذي دفع أكثر من دولة عربية إلى إعداد ملف شامل يتضمَّن جرائم حرب ارتكبتها إمارة قطر وقادتها ضد مواطني تلك الدول، والمطالبة بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بها من جراء تلك الجرائم التي تم توثيقها بالأدلة والبراهين الساطعة. إن قطر ليس بوسعها -على سبيل المثال- نفي احتضانها لقادة من طالبان يقيمون في أفخم فنادق الدوحة بالرغم من وجود قاعدة أمريكية على أراضيها تضم 10 آلاف جندي أمريكي، وبالرغم من أن واشنطن في حرب مستعرة مع طالبان (والقاعدة) في أفغانستان منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، لم تنته حتى الآن.
الشيخ سيف لم يتطرق لأبعاد الدور التخريبي للدوحة في ليبيا ودعمها لتنظيم «أنصار الشريعة» الداعشي الإرهابي.. بل أثنى على هذا الدور، وعلى التأكيد أيضًا بعدم وجود علاقة للدوحة بجماعة الإخوان المسلمين الذين توفر الدوحة الملاذ الآمن للعديد من قادتهم، والقول فيما يتعلق بعلاقة الدوحة بحماس، بأن تلك العلاقة لا تتعدى المساهمة في إعادة إعمار غزة، ودفع رواتب الموظفين (ثلاث مرات)، وإنهاء الانقسام، والقول إن الأموال التي تدفعها بلاده للقطاع تتم عبر التنسيق مع إسرائيل (وهو عذر أقبح من ذنب)، وأن قطر تسعى بالدرجة الأولى إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، وهو في ذات الوقت يتجاهل السؤال الذي يخالف كل هذه المزاعم: لماذا تعتبر قطر الدولة الوحيدة في العالم التي تحتفظ بسفير لها في غزة (محمد العماري)؟..أو ليس وجود سفير قطري في غزة تكريس للانقسام واعتراف بأن غزة كيان منفصل؟..
أما السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه في هذا السياق ولم توجهه مراسلة «لوس أنجلوس تايمز» آن سيمسون للشيخ سيف: لماذا وضع حجر الأساس لمنزل السفير العماري على أنقاض مهبط الطائرات المروحية للرئيس الراحل ياسر عرفات على مساحة خمسة دونمات (5000 متر مربع)، بما يبدو وكأنه «مقر مستدام» للسفير، وأن غزة ستكون دويلة منفصلة عن دولة فلسطين؟..
أما السؤال الأكبر الذي تهرب المسؤول القطري من الإجابة عليه: لماذا تعيد قطر علاقاتها بإيران في هذا الوقت بالذات؟.. ولماذا هذه العلاقات الحميمة مع طهران التي توقفت صوريًا لعام، في الوقت الذي تهدد فيه طهران أمن دول الخليج قاطبة ولا تكف عن التدخل في شؤونها والعمل على زعزعة استقرارها؟.
قطر دولة غير سوية بالأدلة والبراهين
تاريخ النشر: 29 أغسطس 2017 03:15 KSA
مزاعم سيف بن أحمد آل ثاني تصطدم بالحقائق
A A