كما أشرنا في مقال الاثنين الماضي فإن جبل الجليد من الخلاف بين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح وحزبه بدأ يظهر للعلن أكثر فأكثر. فمظاهرة الخميس التي أقامها أنصار المخلوع بمناسبة مرور (35) عاماً على تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام والتي تسببت في خروج كل من صالح وعبدالملك الحوثي إلى العلن شاتمين ومتهمين بعضهم البعض بالخيانة والغدر، امتدت آثارها الى اشتباكات مسلحة قُتل فيها عدد من مناصري الطرفين.
في يوم الأحد الماضي وحسب ما نقلت وكالات الأنباء فقد قُتل العقيد خالد الرضي في اشتباك مع نقطة أمنية لمليشيات الحوثي في حي جولة المصباحي جنوب صنعاء. والعقيد الرضي هو أحد خبراء القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب ومن المقربين جداً للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح كما تصفه وكالات الأنباء.
حزب المؤتمر وصف حادثة قتل العقيد الرضي بـ (الغدر والنهب) و»أن الرضي قُتل أثناء عودته من مقر عمله والذهاب إلى بيته».
الحوثيون من طرفهم وهم يعلمون مدى مكانة العقيد الرضي عند حليفهم المخلوع سارعوا إلى وصف الحادثة «بأن عناصر مسلحة (لم يسموها) قامت مساء السبت بمهاجمة نقطة أمنية في حي جولة المصباحي ما أسفر عن قتل اثنين من أفراد الأمن واللجان الشعبية» أي التابعين لهم ومن أنصارهم.
بعض قيادات الطرفين وفي تصاريح لفضائيات عالمية (ارت) الروسية والـ (بي بي سي) البريطانية وصفوا ما حدث (بالحادث العرضي) وذلك تقليلاً من شأنه ومن تداعياته ، لكن الأحداث التي تبعت ذلك لا تشي بما ذكروه من أنهم «سيطروا على الوضع وأعادوا الهدوء وسيادة هدوء حذر» ، فوكالة رويترز العالمية نقلت عن شهود عيان «عن تبادل إطلاق نار لمدة الساعة بعد أن حاول مسلحون حوثيون إقامة نقطة تفتيش أمنية قرب منزل نجل صالح ومكتبه الإعلامي في أحد الأحياء الراقية في صنعاء».
كما نقلت رويترز عن شهود عيان «أن حي حدة الراقي شهد مواجهات مسلحة بين أنصار الطرفين الحوثي وصالح لعدة ساعات».
التصاريح التي يطلقها قادة من حزب المؤتمر الشعبي العام أو من الحوثيين لوصف ما يحدث حالياً بين صالح والحوثي أقل ما توصف به هي أنها منفلتة وانفعالية ومليئة بالتهديد. وفي ذلك دلالة واضحة على أن الخلاف بين الطرفين بلغ حدَّه الأعلى، فليس بأعلى من الاتهام بـ «الخيانة والغدر» وهو الوصف الذي أطلقه زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي على صالح وحزب المؤتمر وليس بأعلى من وصف «السيطرة وشهوة السلطة وتغوُّل اللجان الثورية « التي أطلقها صالح في خطاباته الأخيرة على الحوثيين.
كما أن مطالبة الحوثيين بتسليم قتلة «مصطفى المرتضي وابراهيم عبدالملك» اللذين قتلا في اشتباك النقطة الأمنية مساء السبت وكذلك مطالبة المؤتمر الشعبي العام «بالثأر من قتلة العقيد الرضي» ليست سوى استمرار للتصاعد في وتيرة الخلاف بين الطرفين والذي يعني بكل بساطة بداية انهيار تحالف اللصوص الذين سرقوا أمن واستقرار اليمن.