إلى البقاع المقدسة قدموا من كل حدب وصوب، جاؤوا مهللين مكبِّرين، لينعموا بأداء مناسك الحج على الأرض الطاهرة التي احتضنت أكبر تجمُّع إيماني في أجواء روحانية آمنة.
نجاح حج هذا العام كان الحقيقة التي أخرست ألسن الزيف، ليعلم أولئك المشوّشون أن أمن ضيوف الرحمن وسلامتهم كان ولازال من أولى أولويات ولاة الأمر في هذه البلاد، الذين سخَّروا من أجله جلَّ اهتمامهم ووقتهم وجهدهم.
صور البذل والمواقف الإنسانية كانت حاضرة مع كل موقف.
هنا في الحد الجنوبي حيث سنابل الولاء تثمر عزًا وفخرًا، أسود أشاوس نذروا أنفسهم قرابين فداء، ولا شيء يسمو فوق نصرة الدين والأوطان.
لم يغب عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين شهداء الحق والواجب من أبنائنا البواسل المرابطين في الحد الجنوبي، وإخوة لهم أبوا إلا نصرة الحق في تلاحم عروبي قلَّ مثيله، فكان لأسر شهداء الحق والواجب نصيب في أداء مناسك الحج في لفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ففي منظور قادتنا، كلهم أبناؤنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، أسوة بشهدائنا من جنودنا البواسل.
وقريبًا منَّا، حيث مصر العروبة درعنا الأبي لم يغب عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين أسر شهداء الحق والواجب من أبطال الجيش المصري.
ثم هناك، حيث أولى القبلتين وحيث أرض الصمود والكرامة، كان لإخوتنا الفلسطينيين نصيب من الضيافة ككل عام.
إن صور البذل وشواهد المواقف الإنسانية من ولاة الأمر ورجال الأمن كانت الرسالة الصادقة التي أصابت دعاة الفتنة في مقتل، فكانت المسؤولية المباركة التي حملها ولاة الأمر على كاهلهم كرمًا ورفادةً. والتي لا يشوبها زيف ولا رياء.
بارك الله الجهد وحصاد العطاء، الذي أكدت صوره ومواقفه الماثلة للعيان، وبما لا يدع مجالا للشك، أن ما تحظى به المملكة العربية السعودية من قوة أمنية واقتصادية لم يأت من فراغ، بل هو فضل من الله، ثم حنكة ولاة الأمر التي أسهمت في إنجاح شعيرة الحج بكل المقاييس.