الأسبوع الماضي أعلنت جامعة بوردو (وهي إحدى الجامعات العريقة في ولاية إنديانا الأمريكية) إقرار برنامج دراسي في العلوم والآداب ينتهي بدرجة البكالوريوس خلال 3 سنوات فقط.
البرنامج لم يتعرض لعدد الساعات المحددة سلفًا للبرنامج الذي يستغرق عادة 4 سنوات، لكنه قام بإعادة ترتيب هذه الساعات بحيث لا يقل عدد الساعات التي يدرسها الطالب عن 18 ساعة في الفصل الواحد، إضافة إلى تسجيل فصلين صيفيين أو ثلاثة.
طبعًا سُر بهذا الإعلان السياسيون والاقتصاديون، فهو في نهاية المطاف يوفر على خزينة الولاية التي تدعم الجامعة بصفتها من المؤسسات الحكومية العامة في الولاية. وفي الوقت نفسه يمنح الطالب المنخرط في البرنامج فرصة توفير الرسوم الدراسية لقرابة عام كامل، وهي في حدود 9 آلاف دولار لساكن الولاية، وضعفها للقادم من ولاية أخرى، وزيادة 1000 دولار على الطالب الأجنبي.
ليس الهدف هنا الترويج لهذا البرنامج أو تلك الجامعة، وإنما محاولة الدفع في اتجاه (التفكير خارج الصندوق)، فالتعليم الجامعي بات مكلفاً في ظل الهدر الكبير الذي تعاني منها جامعاتنا لأن المدخلات في موسم القبول تزيد بنسبة عالية في أعدادها عن المخرجات بعد حصاد السنوات الأربع أو الخمس. والسبب هو تساقط فئات كثيرة من الطلبة أثناء المشوار الدراسي.
أعلم أن الجامعات تدرك حجم هذه المشكلة، لكني أعلم أيضًا أن لا حلول ناجحة اتخذتها الجامعات، بل ربما آثر بعضها استمرار ظاهرة الانسحاب (الكبيرة) بعد انتهاء السنة التحضيرية أو حتى انتهاء نصفها حتى يتسنى له الالتفات إلى النخبة التي بقيت، وحتى لا تذهب موارده المحدودة هدرًا أو ليتمكن من تقديم خدمة أفضل لعدد أقل. وفي الوقت نفسه تحظى الجامعة بميزانية تراعي أعداد المقبولين ابتداء لا عدد المتخرجين انتهاء.
وتزداد الحاجة إلى التفكير الجاد في آليات ووسائل وبرامج (خارج الصندوق) المغلق في ظل تراكم أعداد الخريجين (بلا عمل) والباحثين عن ضوء من أمل، وفي الأفق لا يبدو حتى بصيص أمل.
المهمة تتضاعف هنا لأن المطلوب ترشيد القبول مصحوبًا بتخفيض عدد السنوات، كما توجيه الدراسة نحو بصيص النور.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
