اختطف الإيرانيون لبنان ، حوَّلوه الى مستعمرة خاصة بهم ، واعتمدوا حسن نصر الله والياً عليه .. ، اللبنانيون ثماني عشرة طائفة ، لكل منها طموحاتها ، ولكنها لا تكون قوة واحدة بل تساعد على توزع القوى ، وتقاسم المكاسب ، حتى وإن كان الأمر على حساب لبنان ، وخذوا الرئيس عون مثالاً ، فالرجل لم يتردد في بيع نفسه لإيران في سبيل الوصول الى رئاسة الجمهورية ووفر لوالي لبنان ، حسن نصر الله ، الغطاء المسيحي الذي أدى لدعم موقفه وسلطانه . ولازال رئيس لبنان أسيراً لرغبات وقرارات الوالي الإيراني وأسياده.
شعب ، أو قبائل لبنان كان ضحية لا لمؤامرات الداخل فحسب ، بل ولقرارات ومصالح دولية ، فكان التقارب الأميركي ، أيام أوباما ، مع إيران فرصة لدعم وتمكين الأدوات الإيرانية بلبنان ، ودفعت المصالح بالرئيس التركي ، رجب طيب أردوغان ، وكان رئيساً للوزراء حينها ، لإطلاق تصريح قال فيه : « إن حزب الله هو حركة مقاومة ، ولا أصدق أنه قتل الرئيس رفيق الحريري « . وتلك المواقف أدت إلى انقلاب عسكري إيراني داخل لبنان حين قام الحزب بدعم من حركة أمل وتخطيط الحرس الثوري الإيراني بمحاصرة السرايا الحكومية ثم غزوات قام بها عصابات من مسلحيه لبيروت والجبل يومي 8 و11 مايو 2008 م . ووجه والي لبنان ، حسن نصر الله ، فرق اغتيال خاصة بحزبه لتصفية عدد من معارضيه من قادة لبنان ، سنة ومسيحيين ودروزاً ، ليتمكن من إحلال نظام أمني - سياسي يفرضه على لبنان .
حسن نصر الله أعلن ، أكثر من مرة ، أن إيران هي من تقوم بتمويل وتسليح حزبه ، وأن مرجعه هو في طهران ( الولي الفقيه ) ، الذي يأتمر بأمره ، وعندما ثار السوريون على بشار الأسد لم ينتظر والي لبنان موافقة اللبنانيين عندما وصلته أوامر أسياده في طهران بل جند الآلاف من المواطنين اللبنانيين ، من المذهب الشيعي ، وقادهم في حرب طاحنة ضد الشعب السوري ، تحت حماية روسية وإيرانية . ولم يكتف الإيرانيون بمصادرة قرار الحرب والسلم من يد اللبنانيين بل أنشأوا فرق إرهاب سموها « سرايا المقاومة « كذراع إرهابى لهم وسط الأحياء اللبنانية .
إرهاب ( حزب الله ) أدى إلى غياب سعد الدين الحريري ، رئيس وزراء لبنان الحالي ، عن لبنان نحو خمس سنوات . وكانت تلك تجربة مريرة أدت به ، عند عودته وتوليه رئاسة الوزارة ، الى السعي لتكريس تعايش مع ( حزب الله ) من شأنه أن لا يؤدي لتكرار التجربة السابقة التى أبعدته عن الحكم وأرغمته على مغادرة البلاد . وتدفع سياسة التعايش هذه بعض مؤيدي الحريري للقول إنها سياسة تحولت الى (انبطاح) ، وعلى الرغم عن ذلك فإن إيران عبر الوالي وحزبه لا ترتاح للوضع اللبناني الحالي ، بل هناك مسعى ، معلن عنه ، لفرض إعادة النفوذ السوري كتابع للإيراني داخل لبنان ، ويقف رئيس الجمهورية صامتاً عن التجاوزات والمساعي ، بينما يقف الحريري ، رئيس الوزراء في موقع غير مريح .
هذا موجز قصير لما يعيشه لبنان ، وهو سرد لما هو معلوم أيضاً . لكن ماهو غير معلوم الدور الذي ينوى العرب القيام به لحماية عروبة لبنان وأمنها واستقرارها . فموقف المتفرج سيؤدي الى أضرار على الدول العربية الأخرى .
ومن أكثر الدول قرباً للبنان وهمومه السعودية التي تواصل توفير دعم للبنان ، ويتطلب الأمر أن تتكون جبهة صمود من عدة دول بالإضافة للسعودية أبرزها مصر والإمارات لاستعادة لبنان من خاطفيه بوضع برنامج ، ينفذ على مراحل ، ويكون لكل من الدول المشاركة دور فيه ، حتى يتحقق للبنان التحرر من الإرهاب القائم ورفع يد المختطفين عنه.وهو أمـر لن يتم سوى بأيدٍ لبنانية ودعم عربي ( لا دولي ) .