كشف تقرير اقتصادي حديث عن أن الانتعاش في أسعار النفط أعطى فرصة لمنتجي النفط الصخري لزيادة الإنتاج، حيث بلغ معدل نمو النفط الضخري الأمريكي في 2017 ما يقارب 10%
مقارنة بالعام الذي قبله.
وقال تقرير جدوى للاستثمار إن أحدث التوقعات من إدارة معلومات الطاقة تشير إلى ارتفاعات كبيرة في إنتاج النفط الخام الأمريكي في عامي 2017-2018، حيث تتوقع البيانات الصادرة عنها زيادة الإنتاج على أساس سنوي بنسبة 10% في 2017 وبنسبة 3.3% في 2018 ورغم أن هذه الزيادة تقل عن 14%
الذي تم تحققه خلال الفترة بين عامي 2012-2015 إلا أنها تشكل انتعاشًا بعد تراجع الإنتاج في 2016.
وعزا التقرير النمو في النفط الصخري إلى ارتفاع الأسعار بعد الاتفاق الذي تم بين دول الأوبك وبعض الدول الأخرى المنتجة للنفط، حيث تشير إدارة معلومات الطاقة إلى ارتفاع إجمالي النفط الخام الأمريكي إلى 9.4 مليون برميل يوميًا في يوليو 2017. حيث شهدت حقول النفط الصخري نموًا كبيرًا في الشهور القليلة الماضية وبلغ عدد الحفارات فى يوليو 2017 ما يقارب 510 حفارات بعد أن كان عددها لا يزيد على 190 حفارة فى مايو 2016 وهو أدنى مستوى له في عدة سنوات ورغم ذلك لم تستطع شركات النفط الصخري المحافظة على مستويات إنتاجية الآبار.
وأشار التقرير إلى أنه رغم تحسن الأوضاع المالية لشركات استكشاف وإنتاج النفط الصخري مؤخرًا حيث ارتفعت التدفقات النقدية بنسبة 22%
على أساس سنوي خلال النصف الأول لعام 2017 إلا أن هناك بعض المخاطر الرئيسية التي تواجه إنتاج النفط الصخري وهي انخفاض أسعار النفط والمشاكل المرتبطة بالتحوط بأسعار منخفضة، كذلك زيادة تكاليف الاقتراض وتكلفة التشغيل.
وفي سياق متصل أكد الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي أنه ليس من مصلحة الدول المنتجة للنفط وخاصة دول الخليج ارتفاع الأسعار إلى ما فوق مستويات 60 دولارًا للبرميل على المدى القصير وفوق 75 دولارًا للبرميل على المدى الطويل فالدورة الاستثمارية والاقتصادية للنفط الصخري قصيرة، وبالتالي يمكن أن يكون هناك زيادة سريعة في إنتاج النفط الصخري مع أي ارتفاع للأسعار.
وأضاف: انه حتى لو وصلت الأسعار إلى 100 دولار للبرميل أو 80 دولارًا فإن ذلك سيكون لفترة قصيرة لأنه سيكون محفزًا لزيادة كبيرة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي وهو ما سيخفض الأسعار كما أن ارتفاع تكاليف النفط الصخري لن تؤثر عليه كثيرًا لأن هامش الأرباح كافٍ لزيادة الإنتاج في كل حقول باكان في شمال داكوتا في شمال الولايات المتحدة إلى حقول إيغل فورد جنوبًا على حدود المكسيك. لهذا فإن وصول الأسعار إلى 100 دولار لسبب ما سيكون مؤقتًا حسب المعطيات الاقتصادية والسياسية الحالية.