ثمة دعاوى ومزاعم وحقائق أيضا أن هذه المؤسسة التعليمية أو تلك قد حصدت براءة اختراع أو شهادة ابتكار في هذا الحقل أو ذاك. وتُطوى الأيام ويذهب الخبر أدراج الرياح، إذ لا ينتهي الحال إلاّ بحفظ الخبرات أو ببقاء البراءة الصادرة مكانها في الرفوف والأدراج.
تلكم حقيقة سائدة في كثير من أرجاء هذا الكوكب، ولكن في المقابل تخرج كثيرا من الأفكار من عالم المحفوظات إلى عالم الاختراعات والتطبيقات، منها ما هو محدود الاستخدام، ومنها ما هو نقلة في خدمة الإنسان.
ومؤخرا استطاع فريق بحثي في جامعة إلينوي (المقر الرئيس) تطوير جهاز جديد يُعد نقلة نوعية في عالم الطب البشري في حال اكتمال تطويره ونقله من زوايا المعمل والمختبر إلى فسحة المال والأعمال والتجارة.
الجهاز في حجم راحة اليد، لكن فوائده في حجم صحة الإنسان التي هي أغلى ما يملكه الإنسان بعد الإيمان. ويُسمى الجهاز (محلل شدة انعكاس الإرسال الطيفي) لأنه يستخدم الضوء والتحليل الطيفي لإجراء أكثر التحاليل المختبرية شيوعا، دون الحاجة إلى الذهاب إلى المعمل أو المستشفى لسحب عينات وانتظار ظهور النتائج بعد عدة ساعات.
وقد يستطيع أحدنا تجاهل القيمة المضافة الكبيرة التي يمثلها هذا التطبيق الذي يعمل من خلال وصلة بالهاتف الذكي، لكن ملايين الناس (الذين يعيشون في مناطق نائية أو أخرى لا تتوافر فيها المعامل والمختبرات، وربما الكفاءات والقدرات)، هم في مسيس الحاجة إلى (خدمات) هذا الجهاز الرائع والتطبيق اللامع.
وحتى داخل المدن الكبيرة المتقدمة ثمة أناس يحتاجون باستمرار إلى مراقبة وضبط وظائف أعضائهم الحيوية عبر تحليلات تقليدية مهمة، وهي إن لم ترهق أصحابها ماليا، فإنها سترهقهم جسديا ونفسيا بسبب كثرة رحلاتهم إلى معامل التحليل والاختبارات.
هذه عينة من (الإنجازات) التي يُؤمل أن تكون يوما من مخرجات جامعاتنا وباحثينا ومختبراتنا ومعاملنا.
صحيح أن لتسويق الأفكار والاكتشافات دورا مهما، لكن في المقابل، فإن لقيمة هذه الأفكار والاكتشافات دورا أهم.
وربما كان من الخلل الذي يعتري بعض أعمالنا هو محاولة تكرار تجارب الآخرين أو البناء عليها دون النظر إلى ما ورائها.