لا جديد في التعاطي.. ولا حديث في المنهجية.. شلة تستخدم السوشيال ميديا لإثارة الفتن، مُتخفين كالخفافيش بعد أن عجزوا عن اختراق الجبهة الداخلية على أرض الواقع، فقاموا بشحذ قواهم لتسمية يوم بعينه، ليكون هو يوم النصر المؤزر لهم، ظنا منهم أن الفئة القليلة المتواطئة معهم من الداخل قادرة على تنفيذ أجندتهم وتحقيق أحلامهم في زعزعة الأمن القومي لبلدٍ استوعب مواطنوه، كل تداعيات الأحداث الإقليمية التي خلَّفها «الخريف العربي»، وأصبح لديهم قناعة تامة أن مصالح وطنهم العُليا هي خط أحمر لا يمكن المساس بها مهما رُوِّج له من هنَّات داخلية تحدث في أي بلد، بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية.
لقد تجدَّد الانتماء لتراب الوطن الغالي بشكلٍ مُبهِج، وتعاظم الولاء للقيادة بطريقةٍ حضارية، إيمانا من السعوديين أنَّ ما تحقق من تنمية في كافة المساقات؛ وما صاحبها من قفزات في الوعي الجمعي، حقق توازنا في فهمهم للمُحيط المُلتهب بالمُتغيرات، الأمر الذي جعل كل النداءات الجوفاء للتغيير المُستهدِف الخراب -وليس الإصلاح- تتوقَّف عند شاشات الأجهزة، ولم تتجاوزها قيد أنملة باتجاه الواقع الذي رفضها جملةً وتفصيلا، بل أخذها فرصة للتندر والسخرية، بدءا من الفكرة وعلى مَن يقف خلفها من الحاقدين والحاسدين على وطننا، حتى انقضاء الموعد المضروب لقيامها وتحقيق وهمهم المزعوم.
لقد حقق جهاز أمن الدولة في أولى خطواته بعد إنشائه ضربة استباقية لتقليل حجم الدعم الذي كان سيتلقاه حِراك الخفافيش على الأرض من فئة -حتما لا تُمثل مجتمعنا- تجرَّدت من وطنيتها وخانت بيعتها بثمنٍ بخس، دراهم رصدها لهم المتآمرون على وطنهم في البنوك التركية، مُقدِّمين انتمائهم للحزبية على حساب الوطنية، ومتظاهرين بالاعتدال في معالجة القضايا الآنيِّة، وهم يُضمرون الكُره لمسقط رؤوسهم، ويُقدِّمون ولاءهم لمن يدفع أكثر، مما يعني أننا أمام أسماء حركية المنهج تتلوَّن بحسب المصلحة الشخصية، وتتستَّر بغطاءِ الدين، لتحقيق أجندة خارجية أقل ما يمكن القول عنها: إنها عدوة لبلادهم، وتسعى لتقويض وحدتها، ولكن: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».