Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الكتابة بالمزاااج الخاص

No Image

كتاب يسعون وراء المنافع

A A
من المتوقع والمأمول في أي مقال وكتابة يتجه بها صاحبها للصحافة عبر زاوية أو عمود، أن يستغل المساحة المتاحة له في طرح القضايا والموضوعات التي تهم المواطن، وتشغل بال المسؤولين في كل مجال، بحثًا عن الحلول والآراء المثمرة والهادفة، غير أن الملاحظ استغلال بعض هذه المساحات من الكُتّاب لتغليب المصالح الخاصة، والكتابة عن مواضيع لا صلة بينها وبين حياة الناس العامة.. فمن المسؤول عن ذلك؟، وكيف السبيل إلى تحجيم هذه الظاهرة؟، هل بتحديد موجهات عامة للكُتّاب وضرورة التزامها؟، أم برفض عرض ما يطرحونه من أمور خاصة؟!.. ثلة من المثقفين شاركوا «الأربعاء» في مناقشة هذه القضية.. متفقين على ضرورة أن يلتزم الكاتب الصحفي بأخلاقيات المهنة، ويكون صوتًا للمجتمع وأفراده بما يعرضه من قضايا تهم حياة الناس العامة، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو غيرها.. معلقين المسؤولية في ذلك على أجهزة التحرير في الصحف، مختلفين حول ضرورة تحديد مسار الكُتّاب سلفًا أو ترك الحرية لهم وإيكال أمر التقييم للقارئ.. جملة هذه الآراء في سياق هذا التحقيق حول الأعمدة الصحفية..

متطلبات عامة في الكاتب الصحفي

1

- استشعار روح الوطنية في كل ما يطرح من آراء

2

- الاحترافية ومعرفة قواعد الكتابة الصحفية

3

- الإيجاز وحسن العرض والتمتع بالجاذبية في الطرح

4

- الالتزام بطرح هموم الناس وقضاياهم العامة والابتعاد عن الشخصنة

5

- التمتع بحس الرقيب الداخلي

6

- التفاعل مع القارئ والاهتمام برد فعله

7

- الوعي بالمتغيرات الكبيرة التي حدثت في الساحة الإعلامية

8

- تقديم الجديد والابتعاد عن الاجترار وتدوير الأفكار واستنساخها.

9

- الكتابة بإحساس المسؤولية وليس بدافع الواجب وحب الظهور

10 - الالتزام بأخلاقيات الكتابة العامة.

مناع: الكبار توقفوا.. والشباب انجرفوا

بداية عزا الدكتور عبدالله مناع هذه الظاهرة لتوقف عدد كبير من أبرز الكتاب في الصحف بسبب المرض أو الرحيل عن الدنيا مستشهدًا بالكاتبين عبدالله أبوالسمح وعبدالله خياط، معتبرًا جيلهم كان حريصًا جدًا على طرح القضايا التي تهم الشأن العام وينقل معاناة المجتمع بكل صدق وشفافية. مطالبًا بفتح المجال لكتاب شباب لمواصلة المسيرة بشرط الاهتمام بالقضايا العامة والصدق في الطرح وليس الاهتمام بقضاياهم الشخصية ومصالحهم، منتقدًا انجرف بعض الكُتّاب الشباب للكتابة الشخصية.

وعاب الدكتور عبدالمحسن القحطاني تقوقع الكتاب على أنفسهم في سياق قوله: «عندما يتقوقع الكاتب على نفسه فليس فيه خير، فالكاتب لابد أن يحمل الهم الجماعي، ولابد أن يتصدى لكل القضايا والهموم والمشاكل ويحاول إيجاد الحلول المناسبة لها، ولا يكون همه الكتابة عن مصالحه الشخصية.

القحطاني: لا خير في المتقوقع على نفسه

ويعلق الكاتب حمد الرشيدي أمر تحديد مسار الكُتاب الصحفيين على الصحف نفسها،بقوله: على كل صحيفة أن توعي كتابها بما يصح وما لا يصح من الأمور، بما يتناسب مع سياسة النشر الإعلامي للدولة، ونظامها وضوابطه، مستدركًا بقوله: «أعتقد أن كثيرًا من صحفنا ومجلاتنا ملتزمة بقواعد النشر الأساسية، وضوابطها وشروطها، وما يترتب على مخالفتها، وكثيرًا ما نرى عبارة «الآراء المنشورة هنا تمثل آراء أصحابها وليس بالضرورة أن تمثل رأي الجريدة أو المجلة»، وهذه عبارة «احترازية» ونظامية وقانونية، أظنها كافية إلى حد ما لتحمل أي كاتب مسؤولية ما يكتبه، وبهذه الطريقة تستطيع المطبوعة أن تحدّ من إشكالية تجاوز بعض الكتاب الخطوط الحمراء.

الرشيدي: الصحف مسؤولة عن تصحيح مسار كتابها

العريشي: درجة اهتمام القرّاء هي المعيار

ويرى د.جبريل العريشي، عضو مجلس الشورى، أن المسؤولية في ذلك تقع على هيئة تحرير الصحيفة، مطالبًا إياها بأن تضع سياسات واتجاهات معلومة وقواعد عامة، مثل: ألا تتضمن المقالات ما يثير الإشكاليات أو العصبيات، وألا تتضمن ما يدخل في حكم التشهير بالأشخاص أو الهيئات، وغيرها؛ بحيث يعلم الكاتب الإطار الذي ينبغي عليه أن يلتزم به.مستدركًا بقوله: إن الكٌتَّاب لو قاموا بالكتابة عن موضوعات محددة مسبقًا، فإن هذا قد يؤدي بالصحيفة لأن تكون مثل النشرة التي لا يقرأها أحد، فالأثر لا يحدث من مجرد الكتابة، وإنما يحدث من قراءة ما يُكتب، وهو لا يٌقرأ إلا إذا كان الكاتب حرًّا.ويختم العريشي بقوله: ينبغي أن تكون درجة اهتمام القراء هي المعيار لقياس مدى اهتمام المواطن بما يٌكتب، ويتم معرفة ذلك بتحديد عدد من يقرأون المقالة أو يتفاعلون معها، وهو أمر قد أصبح ميسورًا في مجال الصحف الإلكترونية.

المسلم: 70 %

من كتاب الصحف يستحقون الإبعاد

ويذهب المستشار الإعلامي صالح المسلّم إلى القول بأن قلة من الكُتّاب من يٰجيدون كتابة المقال بشكل احترافي، داعيًا الصحف إلى فرض وصاية على الكُتّاب بقوله: البعض يكتب في كل شيء، ولهذا يُفترض من جهاز التحرير أن يحدد اتجاه الكُتاب وتوجهاتهم والخط الذي يسيرون فيه، وهذه العملية ستحد من كثرة الكُتّاب في صحفنا، ولو اجتمعت لجنة مُتخصصة وذات خبرة لأبعدت أكثر من 70٪‏ من الموجودين في صحفنا اليوم. فالبعض يستغل المساحة ليمرر أجندته أو أديولوجياته ومصالحه الخاصة.

الفوزان: الحل في الملاحق

الاجتماعية

ويرى الدكتور عبدالله الفوزان، عضو مجلس الشورى، أن الحل يكمن في تخصيص ملاحق خاصة بمناقشة القضايا الاجتماعية وعدم تركها فقط لكُتاب الصحف، بحيث تكون هذه الملاحق أسبوعية أو صفحات يومية لمناقشة القضايا الاجتماعية المهمة، واستقبال الردود وتتفاعل مع الجمهور القارئ للصحيفة، وعرض المشكلات واستضافة المتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وتوعية الرأي العام، معتبرًا أن الصفحات المخصصة للقضايا الاجتماعية مخجلة ولا ترتقي بمستوى التحولات التي نراها في مجتمعنا، التحولات المجتمعية والمشكلات التي أفرزها تسارع وتيرة التنمية في المملكة والانفتاح على العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

فتيني: الوقت كفيل بتنقية المجال الصحفي

ويرفض الكاتب الصحفي بسام فتيني شخصنة الكتابة الصحفية، معتبرًا أنها مما لا يفيد القارئ في شيء، مضيفًا: الأدهى والأمرّ حين يحاول بعض الأشخاص الدخول لعالم الكتابة الصحفية بالقوة، سواء بالعلاقات أو بحكم أنهم من أبناء الذوات! ومع ذلك أعتقد أن الوقت كفيل بتنقية المجال الصحفي بشكل عام ولن يستمر إلا الكاتب الحقيقي ونعول كثيرًا على وعي المتلقي.ويختم فتيني بقوله: أنا ضد منع الكاتب من طرح ما يرغب ضمن حدود المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي حتى وإن خرج مقاله عن سياق خدمة المجتمع، فذلك أجدى بأن يجعل المتابع هو من يرد عليه فردة الفعل من المتلقي أصدق وأجدى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store