Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العزلة علاج روحاني!

No Image

A A
الإنسان بطبيعته اجتماعي.. يخرج من اجتماعيته تلك عندما يشعر بعدم أريحيته فلا يجد مساحة تعطيه الحرية فيكون إلى العزلة.

عندما لا يجد من يفهم مقاصده ويتقبل حواراته وأفكاره ويحصره في حدود ضيقة.. لابد وأن يسعى للخروج من دائرة الضيق الى فضاء التبحر والتفكر.. بالعزلة التي تعطي راحة البال وراحة الجسد.. فتصبح علاجًا روحانيًا يستمد منه طاقته وعنفوانه.. فتصبح سعادته في عزلته.

يقول الفيلسوف تشارلز بوكوفسكي: «أقوى الرجال هم الأكثر عزلة، لا شيء في الخارج سوى مصنع للحماقة واختلاط الحمقى بالحمقى هذا كل ما في الأمر!».. العزلة طريق للتفكر..

تحنث الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء للتفكر في ملكوت الله وتعبده.. في رأيي الشخصي هو دليل على أن الانسان يحتاج لعزلة في فضاء واسع.. يكتشف فيه نفسه.. يغوص بما تلوج به مخيلته، يخرج من عالم التوتر وحديث العصر ليستريح.. ليجد بعضاً من نفسه.. أن أردت الحقيقة.

في مقارنة قابلة للنقد -أراها أقرب للصواب: أولئك الذين يعيشون في البادية منذ الصغر بعيداً عن المدينة هم أكثر راحة نفسية وأكثر قناعة بما لديهم.. مقارنة بمن يعيشون في المدن الذين يتميزون بالتوتر والضغوطات ومحاولة التسابق مع الزمن ومواكبة الأحداث.

قد يختلف الاجتماعيون معي بأن في العزلة راحة، فالكثير منهم.. ربما يرونها مرضًا نفسيًا، انطوائية، توحدية.. الى ما هنالك.. ولكن في الحقيقة هي علاج روحاني.. ولنتفق أن كل شيء إذا زاد عن حده أصبح ضده.. حتى العزلة الطويلة التي ليس لها دافع وهدف.. عندما تطول تصبح انطوائية مقيتة.. ويحتاج صاحبها لجلسة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store