لي صديق طلق زوجته بعد أن وصل بهم الحال إلى طريق مسدود وأنجب منها أربعة أطفال، وعلى غير المتوقع انتهى هذا الطلاق دون مشاكل أو محاكم أو خلافات فلقد اتفق الزوجين على الطلاق بكل الحب والتقدير لهذا القرار، واتفقا على أن يعيش الأطفال مع والدهم وللزوجة حق زيارتهم في أي وقت تشاء، لم يحدد يوم معين مثل ما يحدث الآن. وبعد سنة من الطلاق تزوجت الأم واختارت أن تسكن أمام المنزل الذي يسكن فيه والد أبنائها لكي تكون قريبة من أطفالها، وكان الزوج الجديد متفهمًا لحالتها ومقدرًا لوضعها وحبها لأطفالها، وكانت تمرهم يوميًا وتوصلهم إلى مدارسهم وتأخذهم في الإجازة الأسبوعية إلى الملاهي، فكانت حياة هؤلاء الأطفال سعيدة ولم يشعروا يوما ما أن هناك طلاق قد صار بين أبويهم كما يحدث دائما عند وقوع أي طلاق ويذهب الأطفال ضحية تناحر الزوجين وتصبح حياتهم جحيم لا يطاق ويتحملون العذاب النفسي والجسدي بأسباب هذا الطلاق، فحالة الطلاق هذه تعتبر رائعة خاصة إذا كان لابد من ذلك رغم أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، ولكن إذا وصل الزوجين إلى هذا الحل وعدم الاستمرار مع بعضهم البعض، وكان لابد من الطلاق ولديهم أطفال فليراعوا الله في أطفالهم وعدم إقحامهم في مشاكلهم الخاصة، ونحن أمام حالة طلاق نموذجية لم تؤثر على حياة الزوج والزوجة والأطفال وكان للحكمة والعقل وحب الأبناء دور في ذلك، وهذا الطلاق وإن كان لابد منه فهو أجمل وأفضل من طلاق لا يخلف إلا المشاكل والأحقاد والكراهية والعذاب للأطفال، وجعلهم يعيشون الحياة في حزن وألم نفسي لا يطاق، لذلك يجب على أي زوج أراد أن يطلق زوجته أن يتقي الله ويبعد أطفاله عن هذا الخلاف وإبقائهم مع أمهم التي في الغالب هي من تصلح لرعايتهم، فمن يحب أطفاله وهو صادق يجب أن يبعدهم عن أي مشاكل قد تحدث بعد الطلاق ويجعل لهم الاختيار في البقاء معه أو مع أمهم المطلقة.