المملكة العربية السعودية كعادتها لا تتدخل في شؤون الغير كسياسة ثابتة، ونهج متبع منذ أسس هذه الدولة العظيمة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. عدم التدخل في شؤون الغير جنبها مطبات سياسية هي في غنى عنها. فالمملكة لا تتدخل إلا إذا طلب منها ذلك ومع ذلك عرضت وساطتها بين حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية ولكن لا حياة لمن تنادي كون من يتدخل في شؤون العراق قطبين رئيسيين هما تركيا وإيران؟! حكومة العبادي كان يفترض منها أن تقف بحزم في وجه إيران وتركيا وتقول لتلك الدولتين أن الموضوع شأن عراقي داخلي سوف نحله عن طريق الحوار وليس بجلب دول تناصب الأكراد العداء، وتقوم بعمل مناورات على حدودها مع تركيا وإيران وكأن الأكراد للتو احتلوا الأقليم؟! الأكراد شعب مسالم يحافظون على الجوار وحدودهم مع تركيا محافظين عليها ولم نسمع في يوم من الأيام أن الأكراد انتهكوا الأراضي التركية أو الإيرانية. إذن لماذا هذه «الصجة» المفتعلة من قبل تركيا وإيران والأكراد لديهم حكم ذاتي منذ وقت صدام حسين؟! الموضوع يا سادة هو أطماع تركيا وإيران بالنفط الذي يزخر به الإقليم. تركيا تهدد وتتوعد بتصفية قادة الأكراد في أقليمهم الذين توارثوه عبر الأجيال في حين تركيا تقيم علاقات حميمة مع إسرائيل التي تحتل كامل فلسطين ولم تضع اعتبارا للفلسطينيين؟! سوف نترك الفرس الآيات والملالي في طهران فهم عبارة عن حثالة ودولة عصابات ومليشيات وقتلة ومخربي ديار وشعوب ولكن تركيزنا على تركيا التي تربطها بالأكراد روابط النسب والدين وغيرها من الروابط الاجتماعية. فهي تتدخل في عالمنا العربي وتضع قاعدة لها في قطر التي تلاصق محافظة الأحساء في بلدنا في حين لا تسمح لأحد أن يحكم نفسه بنفسه، بل وصل به الحد إلى التدخل في ألمانيا والطلب من الجاليات التركية التي تحمل جنسيات ألمانية بالتصويت لصالح هذا الحزب دون ذاك قابلت ذلك المستشارة ميركل بتحذير شديد اللهجة؟! الأكراد ما كان لهم أن يقدموا على خطوة الاستفتاء لولا تدخلات إيران وتركيا في الشأن العراقي مما جعل الأكراد يقدمون على تلك الخطوة للحفاظ على أقليمهم مما شاهدوه من الفلتان الأمني في العراق ولعبة الدول الكبرى وأداتها في المنطقة، فإيران قامت بالزج بمرتزقة بمسمى داعش وغيرها لنهب ثروات وخيرات العراق حتى آثار حضارة وادي الرافدين تمت سرقتها وبيعها بثمن بخس لمتاحف أجنبية كان من المفترض من اليونسكو أرجاعها؟! أنا لو كنت في مكان حكومة كردستان العراق لوضعت شرطًا واحدًا للحوار مع الحكومة الاتحادية في بغداد وهو أن تنسحب تركيا وإيران من العراق وتسحب إيران حشدها الشعبي (الحرس الثوري الإيراني) وعدم اللعب على حبل المذهبية وإلا فإن على حكومة كردستان عدم الانصياع لأية ضغوط.