الكثير منا ينتظر الإجازة بكل شغف ليأخذ قسطاً من الراحة بعد مجهود بدني وتعب نفسي طوال العام نظراً لما يتعرض له الإنسان من ضغوط عملية وحياتية، فالبعض يستغله في السفر لما له من فوائد جمة نفسية على راحة الانسان وايضاً له فوائد كثيرة أخرى فالسفر كما يقولون يُسفرعن معادن الناس وأخلاق الرجال.
أتفق معكم أن السفر للبحث عن الاستجمام والراحة والهدوء والتغيير وتجديد النشاط والحيوية والتعرف على حضارات البلدان الأخرى مطلب من مطالب الحياة، والتنفيس عن النفس من ضغوط الحياة والعمل.. وهنا سأتحدث عن أحوال المسافرين ما بين القدرة والتقليد، بشيء أكثر وضوحاً وصراحة وشفافية.
هل كل من سافر للخارج لديه قدرة مادية لدفع تكاليف السفر؟ هل كان هناك تخطيط مسبق للسفر وإعداد ميزانية بالتكاليف المادية؟ هل كان لديه علم مسبق بأسعار التذاكر والفنادق والنقل والمطاعم والأسواق؟ هل لديه معلومات سابقة وتصور كامل عن طبيعة البلد التي تمت زيارتها من حيث الناس والطبيعة والآثار والمجتمع؟.
للاسف الكثير منهم ممن تم سؤالهم وسؤال الذين سبق لهم السفر وجدت أن الأغلبية قرروا السفر دون تخطيط مسبق ولا إعداد ميزانية وليس لديهم معرفة بالأسعار والتكاليف ولا طبيعة البلد الذي سيسافرون إليه.. كل مافي الأمر أنهم يرغبون في السفر لأن الناس تسافر في الصيف! بل إن البعض يقترض من البنك ليعيش اللحظة ويستمتع بالموجود مقابل المفقود!
بات البعض يسعى لمواكبة الآخرين ومجاراتهم وتقليدهم فقط ليس (إلاّ) راكباً موجة السفر.. غابت عقول الكثير تحت تأثير التقليد، وهنا تقاس الأمور بميزان عجيب فلان من الناس سافر إذًا حتماً لابد أسافر مثله حتى لو لم أملك المال وليس لدي قدرة مادية.
طرح مثل هذا الموضوع ليس اعتراضاً على السفر، وليس انتقاصاً لطبقة معينة من الناس ولكن لأن المجتمع يجب أن يكون لديه ثقافة ووعي وإدراك بأن ليس كل ما يعرض يوافق الجميع.