تُعد شركة كوب Kobe
اليابانية لصناعة الفولاذ من أحد أهم ركائز الاقتصاد الياباني، إذ تتغلغل المواد الفولاذية الأولية في داخل منتجات عديدة لشركات عالمية عملاقة تُصنِّع طيفًا من الصناعات الثقيلة الرائدة مثل المركبات والقطارات والطائرات.. ومن هذه الشركات تويوتا وهوندا وفورد وجنرال موتورز، وبوينج لصناعة الطائرات، وميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.
ولذا تُمثِّل كوب وشقيقاتها الكبرى رمزية ذات بريق خاص، منحت المنتج الياباني سمعة وشهرة على مدى عقود مضت ولا تزال.
لكن يبدو أن هذا البريق قد تعرّض مؤخرا للوثة (الرأسمالية) المعاصرة، التي تُؤْثِر المال على (الصيت).. المزلق الخطير الذي ورده كوب هو ما أثير حولها من شكوك تناولت لجوئها إلى خفض مستوى الجودة المتوقعة من منتجاتها، مما يثير بالضرورة شكوكًا حول مدى تعرُّض سلامة مستخدمي منتجاتها النهائية للخطر.. ومن تلك المنتجات بالطبع المركبات والطائرات والقطارات وطيف واسع من المعدات الثقيلة التي يدخل الفولاذ في صلب هياكلها.
وفي الأسبوع الماضي، أجرى فريق من المفتشين اختبارات على خطوط إنتاج المركبات في شركة نيسان، مما استوجب استدعاء أكثر من مليون مركبة للفحص. وكذلك اعترف مسؤولو شركتي ميتسوبيشي موتورز وسوزوكي موتورز بالتحايل في مسألة إصدار بيانات زائفة لقراءات اقتصاديات استهلاك مركباتهم للوقود.
وفي يونيو الماضي أعلنت شركة تاكاتا لصناعة وسائد الهواء (الخاصة بالسلامة في المركبات) إفلاسها، بسبب ما اعتبر أنها أكبر عملية استدعاء في التاريخ لعشرات الملايين من المركبات لفحص واستبدال وسائد الهواء فيها، وهي عملية باهظة التكاليف أجبرت الشركة على الشروع في عملية استكمال إجراءات إعلان الإفلاس.
هذه الأحداث تهز الصورة الذهنية الكبيرة للمنتج الياباني، وتؤثر فيه سلبا، مما يعني تراجع (المكانة)، التي بناها اليابانيون الأوائل على مدى عقود مضت.. صحيح أنه ليس من السهل التنبؤ بحجم الضرر الذي وقع، لكن من المؤكد أن ضررًا ما قد وقع.
ومن الطريف أن (سمعة) الفرد كذلك تتعرض أحيانا للتآكل (كما هو حال بعض الدول) بسبب مواقف يتخذها، أو أقوال يعلنها، أو أحوال؛ العيونُ ترقبها.