Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عادل خميس الزهراني

ذلك اليوم: ما عبر.. وما لم يعبر!!

A A
لم يحظ مقال -طوال مشواري الجميل مع الكتابة- بما حظي به مقالي الأسبوع الماضي من اهتمامٍ ونقاش وتفاعل فاق كل توقعاتي. سَرَد المقال تفاصيل يومٍ واحد تعثرت به ذاكرةُ أكاديمي ما، لكنه سيظل بلا شك علامة في الطريق، لن ينساها ذلك الأكاديمي الذي اكتشف ذات يوم شيئًا يشبه السحر، يتسرَّب من بين يديه وأيدي الناس يُسمّونه: الكلمات.. فاختارها رفيقة لا

يمل منها، ولا تمل منه.

كانت ردة الفعل على المقال مدهشة كما ذكرتُ، وكم أشعر بالامتنان لكل من اقتطع وقتًا لقراءته، ومشاركته والتعليق عليه، ومتابعة النقاش حوله.. هذا التفاعل وجد له مقعدًا في أماكن مختلفة؛ في المجالس، وفي قاعات الجامعة، وفي ذلك السور الممتد كالحلم، كما احتل مكانًا هنا على موقع المدينة الإلكتروني، وفي تويتر والواتس آب وغيرها من وسائط التفاعل الحديثة. وبالطبع كان الضجيج حول المقال في تويتر وفي

الواتس آب أكبر.. وأجمل وأكثر شجنًا.

وكان الزمن كلأً مباحًا.. وفضاءً متاحًا للمشاركة والتعليق.. صديقٌ وفيٌّ أرسل لي تعليقه في أولى ساعات الفجر الذي نُشر فيه المقال، واختار آخرون أوقات وأيامًا أخرى.. بعض التعليقات حاولت أن تندس تحت جنح الظلام.. وأي ظلام في عصر النور وعصر الصحو الذي نعيشه ونعاصره.. حتى كتابة هذه السطور لا تزال الآراء تحط على قلبي

كشلال بنفسج.. ولا أزال أشعر بالامتنان لكم.. وللكلمات.

أحيانًا أُقدّر أن حجم التفاعل يعود للأسلوب الأدبي الذي صيغ فيه المقال؛ وقد سُئلت عن كيفية اختياري لذلك الأسلوب، فأجبتهم أني لا أعلم حقيقةً!! وهذا ليس تواضعًا أو فذلكة متصنّعة.. فأنا أعامل المقال بجدية كاملة، كما أعامل بحثًا علميًا.. أفكر في الموضوع بعمق وتأنٍ، وحين أقع على القضية المناسبة، أبدأ بتفتيت الأفكار على الورق على شكل نقاط مختصرة في كلمتين أو ثلاث، ثم أُحدِّد هيكل المقال بناءً على ما سأناقش من أفكار، فاختار ما يصلح أن يكون للمقدمة وللخاتمة، وما يقع بينهما من معالجة (وقد فعلت ذلك مع هذا المقال أيضًا)..، أما الصياغة النهائية فأمر تستدعيه الظروف النفسية على ما يبدو، فلا استطيع أن أقول إني تعمّدت الكتابة بذلك الأسلوب.. الأمر هكذا: بعد تجهيز الإطار العام للمقال، والأفكار التي سأتحدث عنها

.. لمستُ السطر الأول، فانثال سربٌ من كلمات وحمائم بيضاء.

كثير من زملاء وزميلات المهنة وجدوا في التفاصيل ما يتقاطع مع مجريات أيامهم، ولعل ذلك سبب مهم في تفاعلهم واهتمامهم؛ صديق عزيز تمنى لو أني اعتمدت على ضمير الغائب في السرد لتكون دائرة المشمولين في مضمونه أوسع، وأقول: ربما..!! وهناك من رأى أن العنوان كان أقل من المستوى وظَلَم المقال، وأقول: ربما أيضًا! كما استفز المقال مشاعر مختلفة ومتنوعة.. وظلت هوية السمراء الفاتنة لغزًا عصيًا على الجميع.. لم يدرك كنهه –

ربما- سوى الجميع..!!

لعلكم تُفكِّرون الآن –مثلي- في تلك التي أسْمَعَها نزار -وهو يراقصها- كلمات ليست كالكلمات.. تلك التي أخذها من ذراعها ليغرسها في إحدى الغيمات.. ولعلكم تتذكرون أيضًا، أنها عادت إلى طاولتها.. لا شيء معها سوى.. كلمات!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store