مشروع (جدة داون تاون) الذي أعلن عنه صندوق الاستثمارت العامة بهدف إعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش جدة، هو مشروع نوعي بلا ريب.
وفي ثنايا الخبر الذي نُشر قبل قرابة 3 أسابيع كثير من التفاصيل الأولية المبهجة، مع أني شخصياً لا أعلم ما المقصود بمنطقة وسط الكورنيش! والمأمول فعلاً أن يُطلق المشروع، كما هو مُخطَّط له في عام 2019م، وأن تنتهي المرحلة الأولى منه في نهاية عام 2022م.
طبعاً هذه المواعيد مليئة بالتفاؤل بالنظر إلى ما تعوّدناه من تأخُّر في المشروعات الحكومية عموماً، لكن ربما كان الوضع مختلفاً هنا، فصندوق الاستثمارات العامة مستقل برصيده الكبير، وغير مرتبط بالميزانية العامة، وبالتالي ليس مقيَّدًا بآليات الصرف التي تُطبَّق، لدى الصندوق (صندوقه) الخاص المليء بالكاش، مما يمنحه قوة تفاوضية كبرى لإنجاز أجمل وأجود؛ بثمنٍ أقل.
السؤال: هل يمكن إنجاز مشروعات مماثلة في أنحاء أخرى من عروس البحر الأحمر؟ هل يمكن مثلاً الارتقاء بمنطقة شرق خط الحرمين عبر مشروع مماثل، وإن كان أقل حجماً وعدداً، من حيث المساحات والوحدات السكنية وغيرها.
ولعلّ من فضول القول، الإقرار بأن المساحات أو الأحياء الراقية ينعكس رقيّها إيجاباً على الأحياء والمساحات المحيطة بها، وبذلك لا يقتصر التطوير على الساحل فقط، بل يشمل أجزاء أخرى من المدينة الممتدة الواسعة هي في أمسّ الحاجة إلى أن تكون كذلك.
وليس شرطاً أن تُوكل المهمة دائماً إلى صندوق الاستثمارات العامة إن لم يكن مقتنعاً بها، أو لالتزامه بمشروعات واستثمارات أخرى.
المطلوب تهيئة المناخ المناسب وتوفير المساحات اللازمة، وربما أيضاً تشجيع البنوك خاصة الحكومية منها على الإقدام والمشاركة، فهي تحتفظ بمليارات نائمة لا فائدة منها إن لم تُضخ في مشروعات إنتاجية واستثمارية مجزية، بدلاً من منحها قروضاً استهلاكية لا طائل وراءها سوى مواطن مثقل بالديون وغارق في المظاهر والهياط.
طبعا يمكن تعميم الفكرة إلى مدنٍ أخرى، الكبيرة منها والصغيرة، خصوصاً مدن الأطراف؛ حتى تستهوي شبابها وتستبقي أسرها وأفرادها.