من حق فهد الهريفي أن يذرف الدموع ويجهش بالبكاء حينما وجد لمسة وفاء من معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة، بالإعلان عن تكفله بحفل اعتزاله.. منذ متى وقد اعتزل فهد الهريفي وهجر الكرة؟ 17 عامًا بالتمام والكمال ولا يزال ينتظر حفل اعتزاله وهو من أبسط حقوقه.. قد نتفق ونختلف مع الهريفي في آرائه، ولكن لن نختلف أبدًا على نجوميته وعطاءاته، وأنه أحد النجوم الكبار الذين أفرحونا كثيرًا وأدخلوا البهجة في قلوبنا بمستوياتهم وفنونهم وروحهم وإصرارهم على الانتصارات وتحقيق البطولات.. أقولها بالفم المليان: شكرًا معالي المستشار.. تذكروا كم من نجم كبير اعتزل دون أن يجد احتفالًا، والأسوأ من ذلك عودوا بالذاكرة كم من تصريح خرج علينا من الذين أسعدونا بفنونهم وعطائهم وهو يُمنع من دخول ناديه الذي أفنى فيه زهرة شبابه.. مشكلة وسطنا الرياضي أنه مليء بالنكران، فبمجرد أن ينتهي اللاعب «مع السلامة» كثيرة عليه، وإن كنا نستثني ناديًا أو ناديين عُرفا بالوفاء مع نجومهما، ولا أودّ أن أستشهد بمواقف نقيضة سلبية لأندية جماهيرية مع أساطيرها الكروية.
ومن اعتزال الهريفي، الذي جعل منه تركي آل الشيخ منهجًا لبقية النجوم المعتزلين، وهو يفتح أمامهم الأبواب ويقول من أراد أن يقام له حفل اعتزال يتواصل مع هيئة الرياضة، هكذا يكون تقدير النجوم، وهكذا يكون الوفاء، وعلى نفس ما حدث مع الهريفي، سبقه ما فعله رئيس هيئة الرياضة مع المعلقين ناصر الأحمد ومحمد البكر وغازي صدقة، فلا أحد ينكر أن هؤلاء المعلقين أثروا الساحة الرياضية بتعليقاتهم وتنقلاتهم من بلد إلى آخر مرافقين للمنتخبات والأندية، وحاضرين في جميع المباريات، ومن قبلهم جيل التأسيس المرحوم زاهد قدسي ومحمد رمضان شفاه الله والمرحوم سليمان العيسى والغائب الحاضر علي داود، أسماء تستحقّ التقدير والتكريم، دون جدال رئيس هيئة الرياضة بما فعله مع الهريفي والمعلقين، وفتحه أبواب لمن يرغب في إقامة حفل اعتزال، إنه الوفاء لكل من قدم عطاءه في الرياضة السعودية، وما تقريبه للنجوم القدامى وإظهارهم وإبرازهم إلا جزء من هذا التوجه النبيل.. حقا شكرًا تركي آل الشيخ.
عبدالله فلاته