حِينَ تَتأخَّر النَّوَاصِي، يَسأَل عَنهَا الأَحبَاب والأَصحَاب، مِن قُرَّاءٍ وأَترَاب، لِذَا تُحاول كُلُّ نَاصية أَنْ تُقدِّم «رشوَة» مِن المُفردَات المُبهِجَة، لتَكون شَفيعَة لَهَا، حَتَّى لَا يَنطَبق عَليهَا المَثَل القَائِل: «طَالت غيبتهَا وجَاءتنَا بخيبتهَا»، فهَل ستَنجُو النَّواصِي بصِدقِهَا؟، أَم يَكون الحَظّ صَديقهَا؟ لنَنتَظر حَتَّى آخر حَرف، فِي آخر كَلِمَة، مِن آخر نَاصيَة، لَعلَّ الأَحدَاق والأَفئِدَة؛ تَصفَح عَن غيَابهَا، وتَغدو حَليمَة رَاضية:
* الظَّوَاهِر الجَديدَة لَا تَحتَاج إلَى كَثيرٍ مِن الذَّكَاء، فمَن يَتتبَّع جذُور كُلّ ظَاهِرَة، لَا يَجد صعُوبَة فِي تَحليل رَواسبهَا، خَاصَّة إذَا كُنَّا بصَدد تَفكيك ظَاهِرة «التَّدَاعُش»، لنَقول: إنَّ الدَّوَاعِش دَائِماً يَرفضون التَّعايُش، ويَبحَثون عَن التَّنَاوش والتَّهَاوش!
* يَا قَوم: عَليكُم بتَنقية أَنفسكُم وتَطهيرها بالحُب، ولتَتَيمَّمُوا بحُسن النّيَّة، واعلَمُوا أَنَّ لَذة الحُب؛ أَحلَى مِن لَذّة الكَراهيَة!
* زَارني شَيطان الشِّعر فقُلت:
كَأْسٌ مِنَ الحُبِّ لاَ كَأْسٌ مِنَ الشَّاهِي
إِنِّي عَشِقْتُ وَهَذَا حُبُّنَا الوَاهِي
* بَدَأْتُ فِي بَيتي أَفقدُ كُتبا وأَوراقا، وبَعض الأَفكَار، يَبدو أَنَّ الجِنّ بَدَأُوا يَتسلَّلون إلَى مَنزلي، ويَسطون عَلى «ثَروَتي المَعرفيَّة»!
* لِمَاذَا نَستَخدم «الوَاسطَة» فِي مَصَالِحنَا؟، ولَا نَستَخدم «الوَسطيَّة» فِي أَفكَارِنَا؟!
* فِي مُنَاظَرَات برنَامج «الميدَان» -التي كَان يُديرها أَخوكم «العَرفَج» مِن قَبْل -فِي قنَاة الرِّسَالة- كَان كُلّ مُشَاهِد يَقترح ضَيفاً عَلَى مَزاجه، ووفق مُوَاصفَاته، مِمَّا يُؤكِّد –
فِعلاً- أَنَّ «رِضَا النَّاس غَايَة لَا تُدرَك»..!
* حَملتني ذَات حُلم غيمَة سِحريَّة، شَعرتُ مَعهَا بقَشعَريرَة شِعريَّة، حَتَّى قُلت:
ضَعِيفُ الجِسْمِ مِنْ تَعَبِ اللَّيَالِي
وَجِسْمُ الحُرِّ لاَ يَأْتِي سَمِينا
لأَنِّي صَادِقٌ هُزَلَتْ عِظَامِي
وَتِلْكَ عَلاَمَةٌ لِلصَّادِقِينَا
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أُحبُّ السيّدة «هيلين كيلر» كَثيرا، وأُحبُّهَا أَكثَر حِينَ أَتذكَّر قَولهَا: «قَد يَكون العَالَم مَليئاً بالقصَص المَأسَاويَّة، لَكنّه أَيضاً مَليء؛ بحِكَايَات التَّغلُّب عَلَى المَآسِي».