في كتابه الشهير «لا تأكل لوحدك»، تناول الكاتب كيث فيرازي، أحد أهم أسرار الناجحين وهو تكوين شبكة علاقات اجتماعية مؤثرة، افتتح الكتاب بقصة نجاحه هو شخصيًا عندما سأله الحاضرون في أحد اللقاءات عن ثرائه وتلقيه لتعليمه في أفضل المدارس الخاصة والجامعات مع أنه ولد لأسرة فقيرة، ولكنه رد عليهم بطريقة لم يتوقعوها فقد أرجع سبب نجاحه إلى كرم الآخرين، واستطرد قائلًا عندما بدأت سن الدراسة ألتحقت بأفضل مدرسة خاصة في المدينة وذلك بتوصية من رئيس الشركة التي كان يعمل بها والده حيث طلب منه تحقيق أمنيته وحلم حياته في أن يتلقى ابنه أفضل تعليم في المدينة، فأعجب بجرأته وحرصه على ابنه فقرر تحقيق أمنيته وفي مرحلة أخرى من حياة الكاتب التحق بجامعة هارفارد بعد حصوله على دعم مادي ومعنوي من رئيسة أحد الأحزاب السياسية بعدما تأثرت بمقالة نشرها في صحيفة نيويورك تايمز.
الشاهد من هذه القصه أنه بشكل عام لا يوجد شخص صنع نفسه بنفسه تمامًا دون مساعدة أو توجيه أو نصيحة من أحد، كما أن الفقر الحقيقي ليس في نقص الموارد المالية بل في نقص العلاقات الاجتماعية. تطرق الكتاب لعدد من المبادئ في تكوين العلاقات الاجتماعيه أهمها أولًا: لا تحاسب الآخرين على كل صغيرة وكبيرة فكل ما تقدمه للآخرين حتما سيعود إليك ليس بالضرورة من نفس الشخص وبنفس الطريقة. المهم أن يكون العطاء خالصًا لوجه الله تعالى وليس لأجل الحصول على مقابل.. والمبدأ الثاني أن البقاء متخفيًا عن الأنظار وعدم تكوين العلاقات هما مصيبة وأسوأ من الفشل.. أخيرًا أن العلاقات غير محدودة ولا تنضب بل هي مثل العضلات كلما مرنتها كلما تطورت وتحسنت. ولتكون هذه المقالة عملية ومفيدة أكثر طبّقوا معي هذا التمرين:
- أعد قائمة بالأشخاص المؤثرين والذين تلجأ لهم دائمًا للنصح والإرشاد وأبقهم مطلعين على أهدافك وطموحاتك.
- اخرج من منطقة الراحة وابدأ في حضور المؤتمرات، والمناسبات العامة والخاصة، والاشتراك في أحد الأندية الرياضية أو الثقافية.
- اسأل نفسك ماذا يمكنني أن أقدم للآخرين وليس ما يمكن للآخرين تقديمه لي.
وتذكر أن العمل مع الآخرين يتطلب أن تعمل معهم لا ضدهم فاسعى دائمًا أن توجد حلًا وسطًا يرضي كل الأطراف.