نمر في حياتنا بالعديد من المواقف الإيجابية والسلبية ولكن البعض قد يستسلم للمواقف السلبية ويدعها تنال منه وتسيطر عليه فيصاب بالإحباط واليأس وتصبح أفكاره مشوشة وآماله مفقودة وطموحاته معدومة ، فلا هم له سوى إبراز العقبات والعوائق والسلبيات ولايتحدث إلا عن الإخفاقات والنظريات الفاشلة والتوقعات المحبطة والانتقادات اللاذعة والهدامة ، فثقته في نفسه وفيمن حوله معدومة وإيمانه بقدراته وبقدرات من في محيطه ضعيفة .
الخير في مجتمعنا كبير وكثير، ونحن نعيش ولله الحمد في مجتمع نشأ على الصلاح والنقاء وعلى البذل والعطاء وإن كان هناك سلبية أو خطأ أو خلل في جانب ما فيجب علينا كأفراد في هذا المجتمع أن يكون همنا الأساسي هو المبادرة لمعالجة الأخطاء بالطرق الصحيحة والأساليب النظامية وأن نعمل ما في وسعنا على المشاركة في التصحيح والإصلاح وفق ما وجهتنا به حكومتنا الرشيدة من أنظمة وقوانين وقنوات رسمية ، فالهدف هو الإصلاح وليس إبراز الأخطاء أو تضخيمها أو التشهير بأصحابها والنيل منهم والحكم عليهم .
في الحي الذي أسكن فيه كان هناك طفح مائي استمر لعدة أسابيع وكان الكثير من السكان يرون هذا الطفح المائي ويبدون استياءهم منه وتضجرهم من الوضع ومن مشهد وجود الماء النظيف ينهمر في ذلك الطريق في الوقت الذي تجوب فيه صهاريج الماء الحي لتعبئة خزانات بعض المنازل ، وكنت كلما التقيت بأحدهم في الحي أسأله هل بادرت بالاتصال بشركة المياه لإبلاغها بهذا الطفح ؟ وكان الرد : لا لم يتم الإبلاغ .واستمر الوضع هكذا إلى أن تم إبلاغ الشركة عن ذلك الطفح للمياه فلم تمض أكثر من 24 ساعة إلا وفرقة الصيانة في الموقع تباشر الحالة وتعمل على إصلاح العطل وتنهي المشكلة .
عدة أسابيع والماء يتسرب في الحي ولم يقم أحد بالإبلاغ أو أخذ زمام المبادرة لإحاطة الشركة بالتسريب والاتصال والمتابعة وعند الاستفسارعن سبب عدم الإبلاغ تأتي الردود السلبية والمتشائمة وهي إما أن هذا الأمر لايخصني ولايقع تحت مسؤوليتي أو لأن لا فائدة فلن يقوم بالإجابة عليك أحد أو لأنه تم الاتصال ووعدوا ولم يحدث شيء أو لأني لا أعرف بمن أتصل أو غيرها من الأعذار التي تؤكد أننا في حاجة ماسة لأن نعيد النظر في آلية تعاملنا مع بعض الأخطاء الموجودة في مجتمعنا .
نعم قد تكون هناك بعض الجهات ممن لا تتفاعل مع بعض الأخطاء بالشكل المطلوب ولكن في المقابل قد نكون نحن أيضاً السبب في استمرار بعض تلك الأخطاء في مجتمعنا وذلك من خلال تعاملنا السلبي معها ومن خلال نظرتنا التشاؤمية لها وانتقادنا الدائم للوضع وعدم مبادرتنا بالمساهمة في الإصلاح والمتابعة وفق ما تقتضيه الأنظمة والقوانين.