كشف رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، حقائق مهمة، سبقت وتلت استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة؛ مؤكدًا أن الأزمة التي تمر بها لبنان في الوقت الراهن ليست حصيلة اليوم، وإنما بدأت منذ زمن.
وأضاف أن البعض ينظر إلى استقالة الرئيس سعد الحريري، كأنها بدأت الآن، وإنما هي نتيجة تراكم طويل عريض لمخالفات قام بها فريق 8 آذار وحزب الله»، مشيرًا إلى أنه لم يُفاجأ باستقالة الحريري: «إذ كنت أشعر أن ذلك سيحصل، لكني كنت أتساءل عن التوقيت.
وشدد جعجع على عدة نقاط جاءت على النحو التالي:
الرياض قبلت بترتيب الأوضاع، وليس بوضع لبنان في يد إيران
قال جعجع إن «السعودية قالت إنها قبلت بالتسوية لترتيب وضع لبنان، وليس لوضع لبنان بيد إيران، لا يمكن أن نقبل أن يكون لبنان في المحور الإيراني، ولا في أي محور آخر. التسوية الرئاسية لم تسقط، وسنقوم بكل ما يمكننا كي لا تسقط، إنما سقطت التسوية الحكومية».
طلبت من الرئيس عون أن نهتم بجوهر الأزمة لا بشكلها
وعن لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في بعبدا، قال جعجع: «ليس صحيحًا أن اللقاء مع الرئيس عون تم بعد انقطاع؛ لأني من الأساس، لم أكن أزور الرئيس كل يوم، واللقاء كان وديًّا، والصورة تتكلم عن نفسها، تكلمنا عن الأزمة الحالية، وشددنا على أن الرئيس قام بأمر جيد بعدم العجلة، وعبّرت عن وجهة نظري للرئيس بأنه يجب أن نذهب إلى صلب الموضوع، وكان يستمع إليّ».
بداية الأزمة استعراض حزب الله على الحدود
ورأى جعجع أن الاتفاق كان على أن تكون الحكومة «حكومة ربط نزاع» في ظل الأزمات الإقليمية، ولكن في تشرين الثاني 2016 قام حزب الله بعرض عسكري في القصير أخذ ضجة كبيرة، ولكن لا حول ولا قوة.
لقد تشكلت الحكومة، وفي أول شهرين، كانا ممتازين، وكنا نلتقي مع وزراء أمل وحزب الله والمردة، وبعد أربعة أشهر نظم حزب الله جولة لمجموعة من الصحافيين العرب والأجانب على الحدود الجنوبية، ما دفع الحريري إلى أن يقوم بالجولة عند الحدود الجنوبية مع قائد الجيش.
هنا ضرب الحريري بيده على الطاولة أمام الجميع
بعد ذلك، صرح أمين عام حزب الله حسن نصرالله، أن الحدود ستُفتح لعشرات الآلاف من المجاهدين، وترتبت بالتي هي أحسن، ثم في شهر آب، طُرح موضوع تبادل زيارات بين وزراء لبنانيين وسوريين.
طُرح الموضوع وأتذكر تمامًا أن الرئيس الحريري ضرب يده على الطاولة، ورفض طرح أي موضوع خلافي، وانتقل البحث إلى بنود أخرى في جدول الأعمال، وإذ باليوم الرابع وزير لبناني زار سوريا».
جبران باسيل وخلية العبدلي وموقف الحريري
بعدها وصلنا إلى سفير الكويت الذي ذهب إلى وزارة الخارجية، وسلم الوزير جبران باسيل مذكرة عن خلية العبدلي التي هي على علاقة بـ»حزب الله»، وآنذاك، قال الحريري: «خلوا القصة علي»، وراح بنفسه إلى الكويت،
وحاول تخفيف وطأة الموضوع.
ولا ننسى أيضًا معركة الجرود التي خاضها الجيش اللبناني بامتياز، وإذ تدخّل «حزب الله» وتفاوض مع «داعش»، ما يتلاءم مع كل المصالح الإقليمية ما عدا المصلحة اللبنانية.
عندما طفح الكيل وبدأت استقالة الحريري
لقد استقال الحريري عندما اقتربنا من واقع أن حزب الله يسعى ليصبح صاحب القرار.
لقد تصدى الرئيس الحريري لحزب الله في الجلسة الأخيرة، ولم يكن يريد أن تصبح الحكومة برج بابل، ولا تعد قادرة على التوصل إلى نتيجة.
وخلال ولاية هذه الحكومة، هاجم حسن نصرالله المملكة العربية السعودية، بشكل كبير، مستخدمًا أساليب جارحة، لا سياسية فقط».
لقد كانت هناك دعوة لوزير الاقتصاد رائد خوري، في آب الماضي، لزيارة سوريا، وعندما رفض الحريري الموضوع، ذهب وزراء حركة أمل.
تحية ودعم لانتفاضة الحريري على أوضاع غير سوية
«أنا أحيي الحريري على صبره وتحمله حتى الآن، وأحييه على التسوية التي تمت إبان تشكيل الحكومة؛ لأنها كانت في مكانها.
واعتبر أن سعد الحريري قام بانتفاضة على الوضع غير السوي في البلد، ويجب أن ننكب جميعنا لمعالجته».
«نحن مرشحنا الدائم هو سعد الحريري ونحن بانتظاره، ليكمل التصور الجديد الذي لديه؛ لنرى كيف سنكمل بعد ذلك، فنحن والتيار «الأزرق» سنعمل معًا لإنقاذ لبنان، ويجب أن نعيد تكوين جبهة سياسية منظمة تحمل نفس مبادئ وقواعد «14 آذار»، وهذه نقطة سنتداول نحن والرئيس الحريري بها، وسيكون هناك تواصل مع كل من يحمل مبادئ السيادة، ولكن وفق أسس جديدة».
سمير جعجع يكشف أسرار وأغوار استقالة الحريري
تاريخ النشر: 10 نوفمبر 2017 10:59 KSA
أدرك سعد أن مسار «حزب الله» يقود للخراب فضرب بيده على الطاولة!
A A