كتبتُ الأسبوع الماضي عن المراكز الثلاثة التي وُعد بها مرضى التوحد وأسرهم قبل أكثر من 3 أعوام، ثم ذهبت الوعود الجميلة أدراج الرياح، واستبدلت بمراكز جانبية طبقًا لما ذكرته وزارة الصحة على لسان أحد مسؤوليها تهدف إلى مواجهة مجموعة من الأمراض السلوكية اللاإرادية المختلفة.
وكتب لي قارئ كريم يعمل معلمًا، يقول إنه عايش مشكلة التوحد مع أطفال في المملكة منذ العام الهجري 1413هـ (أي منذ 1993م) ولا يزال. وأن من أهم ما يجب معرفته عن هذه المعضلة، أن نسبة انتشارها في ازدياد مستمر، ففي عام 2012م كان نصيب الظاهرة إصابة بين كل ٨٨ مولودًا، وهي اليوم واحدة بين كل ٤٥ مولودًا. وطبقًا لصحيفة عكاظ (2 أبريل 2013م)، فإن من المحتمل ارتفاع عدد المصابين بالتوحد في المملكة إلى أكثر من ٣٢٢ ألف مصاب قياسًا إلى عدد السكان البالغ قرابة 30 مليون نسمة مواطنين ومقيمين.
وأما بعض الحلول فيرى المعلم فوزي أن منها:
1- حصر عدد حالات التوحد القابلة للتحسن بالتدريب، والذين هم بحاجة لرعاية طبية وصحية وإسناد أمرهم لمراكز رعاية دائمة كما في مراكز الأردن ومصر والإمارات، وتقديم البرامج العالمية التي تقفز لمن يتحسن منهم للمرحلة الثانية المتمثلة في:
2- تقديم الخدمة للحالات المتوسطة والبسيطة والمتحسنة عبر وحدات الإيواء في مراكز الرعاية النهارية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وعبر برامج التوحد التابعة لوزارة التعليم. ومن يُلحظ تحسنهم من هؤلاء ينتقلون للمرحلة الثالثة، وهي:
3- تقديم الخدمة للحالات المستوفاة لمهارات الدمج الجزئي بفصول الدمج بمدارس التعليم العام وتقديم الخدمات المساندة لها، ونقل من يتطور من الحالات للدمج الكلي بالفصل العادي مع تقديم الخدمات المساندة له (تعليم في الظل، تعليم الأقران، تخاطب... إلخ).
4- المرحلة الرابعة: تقديم الخدمة التربوية والتعليمية في الفصل العادي في المدارس العادية للمصاب بطيف التوحد غير المصحوب بإعاقة فكرية، ويتمتع بدرجة ذكاء عادية، أو كان متفوقًا مع تقديم كافة الخدمات المساندة له وتكييف البيئة والمنهاج المدرسي.
واضح أن مشكلة التوحد ليست عابرة، وأننا قد تأخرنا كثيرًا لحل هذه المشكلة.