انتهينا هذا الأسبوع من ورشة عمل المبادرات التكاملية بتنظيم من إمارة منطقة مكة المكرمة، لتحقيق رؤية قائدها سمو الأمير خالد الفيصل، تلك الرؤية التي تتمحور حول بناء إنسان المنطقة ليكون تقدمه مواكباً لحجم التنمية والتطور اللذين تشهدهما المملكة في مختلف الجوانب.
من هنا سعت الورشة - من خلال مهندسها رئيس مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال د. الحسن الصعدي ومديرها أستاذ التخطيط الإستراتيجي الشهير د. إبراهيم بديوي وبقية فريق العمل- إلى تحقيق رؤية سمو الأمير التي تتلخص في خلق وابتكار مبادرات تقوم على فكرة التعاون والتكامل بين الجهات لتقديمها في إطار تعزيز مفهوم القدوة الذي يمثل شعار ملتقى مكة الثقافي.
قامت الورشة على فكرة جمع عدد من أهم عقول المنطقة من مجالات علمية وفكرية وإعلامية وفنية وصحية مختلفة في قاعة واحدة، للإفادة من خلاصة تجاربهم وخبراتهم المهنية والاجتماعية، واستخلاص وتحليل كل ما لديهم من أفكار إبداعية وبرامج عملية
يمكن أن تصاغ على شكل مبادرات متنوعة يساهم تطبيقها (تكاملياً بين الجهات) في تعزيز وترسيخ القيم والممارسات الحضارية والوطنية المتمدنة.
ولأن مفهوم القدوة شعار عصي على التحديد أو التأطير، حيث يمثل تعريفه نقطة جدل دائم، وتحدياً مستمراً للمتخصصين، فقد سعت الورشة إلى إيجاد صيغة توفيقية تلم شتات المفهوم، فكانت الفكرة أن الشخصية القدوة ( محلياً عالمياً) هي تلك التي تتسم بمجموعة من السمات التي يكون توفرها وتفاعلها سبباً في بروز هذه الشخصية والنظر إليها نظرة إكبار وتقدير من قِبل شرائح المجتمع المختلفة. هذه السمات يمكن تلخيصها لتنتظم تحت ستة مجالات رئيسة هي: (المجال الصحي/الرياضي، والمجال العلمي/التقني، والمجال القيمي/الأخلاقي، والمجال الثقافي/الإعلامي، والمجال الاجتماعي/الأُسَري، والمجال الاقتصادي/ المالي)... هذا يعني أن الشخصية التي تستطيع إيجاد توازن نوعي بين هذه المجالات تكون مرشحة لتصبح قدوة اجتماعية يحتذى بها. هذا التوازن لا يعني - بطبيعة الحال- أن لا تكون الشخصية متفوقة في مجال ما أكثر من بقية المجالات.
حرص المنظمون على جودة مخرجات الورشة، لذلك كان العمل عليها لأسابيع مرهقة من التخطيط والتنظيم، لذلك خرجت الورشة في صورة فعالية مميزة أشبه ما تكون بخلية نحل مكتظة بالنشاط والإيجابية، نتاجها حزمة من الأفكار المفيدة والمدهشة؛ وحين تجمع قياداتٍ وخبراء وخبيرات من المعلمين والأكاديميين والرياضيين والعسكريين والفنيين والإعلاميين والأطباء والاقتصاديين في بوتقة واحدة، فلن تنتظر أقل من حزمة من النتائج المحلقة التي تليق بوطن لا يهوى شيئاً أكثر من التحليق.. نحو المعالي.
خلية نحل.. لإنتاج القدوة
تاريخ النشر: 30 نوفمبر 2017 00:15 KSA
قامت الورشة على فكرة جمع عدد من أهم عقول المنطقة من مجالات علمية وفكرية وإعلامية وفنية وصحية مختلفة في قاعة واحدة، للإفادة من خلاصة تجاربهم وخبراتهم المهنية والاجتماعية، واستخلاص وتحليل كل ما لديهم من أفكار إبداعية وبرامج عملية
A A