تؤكد المخرجة السينمائية السعودية هند الفهاد، أن فيلمها «مقعد خلفي» يتناول واقعًا يوميًا تعيشه النساء في المملكة، ويجسّد معاناة المرأة السعودية مع السائقين الأجانب، وأشارت إلى أنها بنت أحداث الفيلم من خلال قصص حقيقية حدثت لها شخصيًا، ولنساء أخريات.
تقول الفهاد: لاشك أن للفن دورا في تحريك المياه الراكدة واستشراف المستقبل، وهكذا هو الحال في فيلمي السينمائي القصير «مقعد خلفي» الذي يتناول معاناة المرأة السعودية مع السائقين الأجانب، وقمت بإخراجه عام 2013، وهو الفيلم الثاني لي بعد فيلمي الأول «ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، وحاز على عدة جوائز فنية، وشارك في مهرجانات عربية ودولية ما بين دول الخليج وأمريكا، ونال استحسان الجمهور والنقاد، وقصته مستوحاة من الواقع الذي نعيشه بشكل يومي كنساء سعوديات، وهو مبني من قصص حدثت لي، وحدثت لكثير من نساء غيري، مضيفة: ولكن اليوم ومع احتفاء السعوديات بالقرار السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، نستطيع القول أن المعاناة انتهت، وأصبحت من الماضي والمقبل أجمل بإذن الله.
وأشادت المخرجة هند الفهاد، ببطلة العمل، وهي الفنانة هند محمد، فقد أبدعت في أداء الدور، وحقيقة لا أستغرب ذلك كونها سيدة وتنقل ما هو حقيقي، وما يحدث في واقعنا كل يوم. وأضافت: تناولت في الفيلم قصة طبيبة ناجحة تتأخر على عملها في المستشفى بسبب السائق الأجنبي، وتناولت هذا الموضوع بصورة موضوعية، والفيلم فعليًا لا يتناول فقط موضوع القيادة، بل يتحدث عن الانعكاسات النفسية لحرمان المرأة من هذا الحق، وموضوع منع القيادة سابقًا عانت منه نساء كثيرات، وهناك قصص وتجارب إنسانية تستحق أن ُتحكى سينمائيًا، وهذا ما يهمني الحكايا الإنسانية أكثر من القضية، فأنا في أفلامي لست معنية بقضية بقدر ما أحاول فيها الحديث عن الإنسان وتعامله مع المعطيات حوله.
وعن ردة فعلها بعد القرار السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، قالت: شعوري بالتأكيد كأي سعودية أسعدني جدًا القرار الذي سيخلق فارقًا كبيرًا في حياة المرأة السعودية، من حيث تسهيل تنقلاتها، وممارسة حياتها كمواطنة فاعلة، وبهذه المناسبة أبارك لكل سيدة سعودية، وأشكر القيادة الحكيمة على هذا القرار الذي جاء وجاءت معه قرارات تمكين رائعة للمرأة تجعلنا واثقين بأننا على أعتاب مرحلة جديدة فتيّة، وبشراكة الجنسين في التنمية ومستقبل الوطن. وزادت الفهاد: القرار مهم وتاريخي وسيساهم في رفع معاناة النساء من أزمة المواصلات، وأيضاً سيوجد فرص وظيفية عديدة للنساء، وسيقلل من كمية العمالة الوافدة من السائقين، وبالتالي سيوفر في المبالغ المصروفة على السائقين، لذلك فإن القرار إيجابياته عظيمة على المجتمع كافة، وليس النساء وحدهن. وأيضًا هذا القرار جاء بالمزامنة معه قانون مكافحة التحرش، وهذا ما سيجعل النساء تقود بأمان دون الخوف من التعرّض لمضايقات، لأنه سيكون هناك قانون يجرّم أي سلوكيات قد تهدد أمن أي مواطنة. وأنا أرى والحمد الله حتى الآن قرارات تمكين المرأة بتصاعد يثلج الصدر، ومتفائلة جداً بالمقبل.
وحول هل لديها رخصة قيادة، قالت: لا.. ليس لديّ رخصة ولكن بالتأكيد ستكون معي يوم١٠-١٠-١٤٣٩هـ.
في ختام حديثها لـ «المدينة»، أعلنت المخرجة هند الفهاد، بأنها حاليًا تعكف على إخراج فيلم قصير بعنوان «شرشف»، سيكون تصويره في مطلع عام ٢٠١٨، وهو للكاتبة منال العويبيل، ويحكي عن قصة نسائية سعودية خلال فترة السبعينيات الميلادية.
المخرجة هند لـ المدينة : «مقعد خلفي» حدث لي ولنساء أخريات
تاريخ النشر: 01 ديسمبر 2017 02:18 KSA
قالت إن معاناة النساء انتهت مع صدور قرار قيادة السيارة
A A