مع انطلاقة مهرجان القصة بنادي الباحة الأدبي يوم أمس في مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى منابر الأندية الأدبية، أبدى عدد من المثقفين والأدباء حفاوتهم بهذه الخطوة، ممتدحين سبق النادي في الاحتفاء بالقصة، وتكريمه للرواد، وفتح منبره لأجيال القصة المختلفة لتقديم عطائها في يوم «عرس القصة»..
فحول هذا المهرجان يقول الدكتور حسين المناصرة: المهرجان بكل تأكيد بنية ثقافية حميمة، تؤكد رؤى المبادرات الجمالية التي يسهم فيها نادي الباحة الأدبي ببناء جسور متينة للثقافة والإبداع محليًا وعربيًا وأيضًا عالميًا.. فهذا الكم الكبير من المشاركين هو قدرة نوعية لم يسبق لها مثيل محليا.. إنها خطوة إستراتيجية ناجحة، وهي تحتفي بما هو بؤرة إبداعية معاصرة، خاصة أن القصة القصيرة والقصيرة جدًا تعدان روح الثقافة المجتمعية والشعبية واستحضار ثيمات عديدة في الإبداع والتلقي ووسائط الحراك السردي.
ويمضي المناصرة مضيفًا: القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا خطابان سرديان يحظيان بأهمية خاصة في كتابة ما بعد الحداثة، وهي كتابة تميل إلى التكثيف والتسريع في الزمكانية التكنولوجية المشبعة بالرقمية والتواصل الثقافي في أعلى درجاته، ولعل المستقبل يكون لهذين الفنين؛ حيث غدت الرواية تكتب بأسلوب القصة القصيرة، ومال الشعر كثيرًا إلى السردية، كما استفادت القصة كثيرًا من شعرية اللغة. هنا في مجال هذين الجنسين الأدبيين السرديين نستطيع أن نتحدث عن تحولات في الكتابة والإبداع، عن تحول الهامش إلى المتن، وتحول المتن إلى الهامش. إنه زمن القصة القصيرة، وتحديدًا زمن القصة القصيرة جدًا!!
المناصرة: المهرجان قدرة نوعية
غير مسبوقة محليا
ويشارك القاص عبدالحق هقي بقوله: يأتي احتفاء باحة السرد بالقصة في وقت تشهد فيه النصوص السردية عامة والنصوص القصصية خاصة طفرة لا على مستوى الكم والبنيات الفنية فحسب؛ وإنما على مستوى الموضوعات والاشتغالات المعرفية، ولا شك أن مبادرة نادي الباحة الأدبي في هذا الوقت بالذات في إقامة مهرجان للقصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا مع شيوع «الفعل السردي» وتعويم «الممارسة الحكائية» بفضل وسائط التفاعل والشبكات الاجتماعية، والتقاء المبدع بالمتلقي وانزياح الحاجز بينهما، بل زواله في كثير من الأحيان على المستوى النقدي تهدف إلى الإجابة عن التساؤلات والإشكالات التي واكبت هذه الطفرة الكمية وهذا الاشتغال التجريبي، مما سيسهم بلا شك في بناء التصورات ووضوح الرؤية لدى المبدعين في ظل هذا التيه الإجناسي للمحافظة على القالب القصصي دون أن يعني ذلك الجمود أو التقوقع، وإنما الحداثة الواعية بالتحولات الذاتية في المتن القصصي (الشخوص - المكان - الزمان - الحبكة...) والتغيرات في علاقة المبدع بالمتلقي، ومن ثم فهي بلا شك ستضيف الكثير إلى فن القصة القصيرة والقصيرة جدًا بخاصة، دون إغفال ما لدور احتكاك المبدعين والنقاد من جهة والمبدعين أنفسهم وتبادل القراءات والخبرات والحوار من أثر في نضوج التجربة الذاتية وتراكمية المنجز الإبداعي.
وفي سياق حديثه أشاد القاص محمد علي قدس بتنظيم المهرجان وتوقيته، مشيرًا إلى أن «القصة أصبحت المنافس القوي للقصيدة، حتى بعد ظهور الرواية وتنوع ألوان السرد، بقيت القصة مستأثرة دائما بحضورها وتواجدها، بل أصبحت أكثر انتشارًا مع تطور قنوات التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا». متابعًا بقوله: تأتي بادرة نادي الباحة الأدبي بتنظيم أول مهرجان للقصة القصيرة والقصيرة جدًا، وتنظيم نادي الرياض لملتقى نقد القصة، ليؤكد ما أشرت إليه، ويعزز مقولة أن القصة هي الآن في بؤرة الاهتمام والمتابعة. فالأندية الأدبية اهتمت في نشاطاتها بأن جعلت من القصة فنًّا إبداعيًا منبريًا، في وقت لم يكن الناس قد ألفوا غير الشعر ديوانًا للعرب وسيد الإلقاء على المنابر. ويعتبر مهرجان نادي الباحة الأدبي الذي يقام منتصف هذا الشهر، الأول من نوعه والأشمل حيث يتم في حفل افتتاحه 14 مبدعا ومبدعة من رواد القصة السعودية الحديثة، وتكريم أسماء المبدعين من الباحثين الذين خدموا القصة رصدًا ونشرًا وتاريخًا، بالإضافة إلى العديد من الأمسيات التي تضيء ليل الباحة بقصص الحالمين المبدعين ضيوف المهرجان، الذي يشارك فيه نحو 100 شخصية لها تاريخها في القصة والسرد من مختلف أنحاء المملكة. لذا فالقصة اليوم تعيش بحق أعراسها.
قدس: القصة أصبحت المنافس القوي للقصيدة
مهرجان القصة
• الجهة المنظمة: نادي الباحة الأدبي
• الزمان: 17 - 19 ربيع الأول 1439هـ / 5 - 7 ديسمبر 2017م
• المكان: فندق سويس بمحافظة بالجرشي
• المكرمون في المهرجان:
- خالد اليوسف
- هناء حجازي
- محمد ربيع
إبراهيم مغفوري
محمد زياد
أحمد سماحة
ماجد الثبيتي
شيمة الشمري
جمعان الكرت
- تدشين مبني النادي الجديد
- معرض للكتاب
- منصات لتوقيع الكتب
- معارض للفنون البصرية التشكيلية والخط العربي
فعاليات مصاحبة