.. أيام غضب في الشوارع الفلسطينية، واستنفار في المواقف العربية والدولية لمواجهة قرار ترامب الصادم، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
« 1 »
.. وسيد البيت الأبيض الذي يقدم على اتخاذ واحد من أخطر القرارات المفصلية لصالح دولة الاحتلال هو نفسه من اصطف مع قادة الدول الإسلامية بزعم الحرب على الإرهاب..!!
« 2»
.. ولا أتوقع بعد ذلك أن حسن النوايا التي وجدها حاضرة في استقبال فخامته- ستكون قابلةً للتطويع واللعب على المتناقضات..!!
« 3 »
.. مشكلة ترامب أنه يرى نفسه سيد العالم، يقرر ما يشاء ويفعل ما يشاء متى شاء..!!
« 4 »
.. ومشكلة أمريكا أنها لم تكن يومًا حليفًا نزيهًا للعرب والمسلمين، في حين تعتبر إسرائيل جزءًا من سياستها وأمنها القومي.. وحتى عندما بدأت المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية منذ عام 1993 وإلى اليوم لم تنته إلى حلول جذرية لمشاكل رئيسة عالقة؛ بسبب أن أمريكا وهي الراعي الوحيد لعملية السلام كانت جزءًا من المشكلة، ولم تكن يومًا جزءًا من الحل؛ بسبب انحيازها الواضح..!!
« 5 »
.. إن قرار ترامب جاء في الوقت الصعب، وفي المرحلة والأحداث الأخطر، وكأن ترامب حين التقط هذه الفرصة هو من صنعها وخطط لها ثم حاول التقاطها..!!
« 6 »
.. فمقتل علي صالح وأزمة قطر وداعش و سوريا والعراق وأحداث سيناء وليبيا والصراعات الطائفية، كل ذلك جعل العالم العربي يرزح تحت حالة من التفكك والتشرذم والحروب، وهو ما يكون قد أغرى السيد ترامب بتحقيق حلم لإسرائيل كان مكبوتًا في الأدراج عشرات السنين، ومر عليه عشرات الرؤساء ليجده اللحظة المناسبة..!!
« 7 »
.. من المؤكد أن ترامب لا يجهل -كريئس أكبر دولة في العالم وكدولة راعية لمحادثات السلام- كل القرارات الدولية وكل الطروحات القانونية السابقة وماذا تعني القدس للعرب والمسلمين؟ لكنه حاول القفز عليها.. وقزم الشعور العربي والإسلامي إلى مجرد ثورة كلامية على اللبن المسكوب لا تلبث أن تهدأ..!!
« 8 »
.. لكن ما حدث كان على عكس ما توقع ترامب.. إجماع عربي صلب، ورفض دولي غير مسبوق، والحجر الفلسطيني يتحول إلى ملحمة بطولية.
« 9 »
.. والمضحك المحزن أن ترامب والإدارة الأمريكية حتى بعد اتخاذ القرار يتحدثون عن عملية السلام وعن حل الدولتين وعن حدود القدس.. إنه ذات الخداع وذات التناقضات..!!
« 10 »
.. بقي أن أقول إن القرار الأمريكي يظل خطيرًا حتى وإن رفضه المجتمع الدولي، والخوف ألا يتحول إلى حالة مفروضة على أرض الواقع في قادم الأيام..!!