قررت شركة جنرال إليكتريك GE العملاقة إلغاء 12 ألف وظيفة في قطاع الطاقة، مما يعني تخفيض عدد العاملين في هذا القطاع بنسبة 18% على أمل توفير مليار دولار من إجمالي الخفض المستهدف البالغ 3 مليارات ونصف المليار من نفقات العام المقبل. وكذلك فعلت شركة سيمينز الألمانية المنافسة لها على مستوى العالم إذ أعلنت إلغاء قرابة 7000 وظيفة.
وكما هو متوقع، فإن السبب الرئيس هو انخفاض الطلب على منتجات قطاع الطاقة التقليدية المعتمدة على النفط والغاز والفحم، في حين يُتوقع أن يجذب قطاع الطاقة المتجددة حوالي ثلثي الاستثمارات الجديدة في محطات الطاقة حتى عام 2040م، كما يُتوقع أن تشكِّل الطاقة المتجددة 40% من مجموع الطاقة المولدة بحلول ذلك العام وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة.
وحتى الحاجة إلى الطاقة التقليدية بدأت في الانخفاض نتيجة لتحسُّن أداء الأجهزة والمعدات الجديدة مثل السيارات والطائرات والمكيفات والمحركات الحديثة التي تستهلك طاقة أقل وتعمل بكفاءة أكبر.
المهم أين سيكون موقع العالم العربي من الثورة القادمة في عالم الطاقة؟ وماذا سيكون الدور المأمول من النفط الخام في هذه النقلة النوعية التي أحسبها ستكون مفصلية بامتياز؟ وحتى الغاز سيتراجع دوره ويقل استهلاكه طبقا للتوقعات السائدة!
خلال ربع قرن من اليوم سيشهد العالم تحوُّلات سريعة في مضمار الطاقة البديلة المتجددة، فهل سنواكب هذه التحوُّلات والقفزات؟، أم سنكون مجرد مستهلكين للتقنيات المنبثقة عنها، وبالتالي سنكون تحت رحمة الشركات المصنّعة لكل صغيرة وكبيرة فيها، كما هو الحال مع تقنيات تحلية المياه المالحة؟، أم سنقتحم ميدان التصنيع، ولو جزئيا منذ الساعة لنكون جاهزين خلال عقد من الزمان، قادرين على المنافسة، فنحفظ أموالنا في ديارنا، وربما استطعنا جلب أموال غيرنا إلى بلادنا؟.
التعليم الجيد والتأهيل القوي هو المفتاح لكل قفزة تقنية أو صناعية أو حضارية! وما لم نولِ التعليم الأهمية اللازمة، فلن يُكتب لنا من النجاح نصيب كبير! والاهتمام بالتعليم لا يعني بالضرورة مزيدا من الإنفاق عليه.
نحن في حاجة إلى ثورة في المفاهيم والمعايير وأدوات التقويم وغيرها.