• بعد أيامٍ قليلة، سوف يأتي عام 2018م، هذا العام الذي يحمل لنا الكثير من الإصلاحات، الذي علينا أن نقبلها ونتعايش معها، ونعيشه بأسلوبٍ مختلف عن كل الأعوام التي سبقت، وعن كل السلوكيات التي عشناها قديمًا، وعاشها الكثير منَّا، يوم كان أحدنا يمضي وفي يده لا شيء، وفي ذهنه ليس سوى الخروج من مكانه إلى الشارع، ليتجوَّل ويُزاحم الآخرين في الشوارع، ويمارس سلوكيات خاطئة، وينفق على سيارته مبالغ كان يُفترض أن يُبقيها في جيبه، بل وربما كان لا يُفكِّر إطلاقًا في قيمة الوقود، ولا كم يدفع فيه. أعتقد أن هذا العام سوف يُعلِّمهم كيف يعيشون، خاصةً أنه يحمل لنا الكثير من التغييرات، والتي علينا أن نتعوَّد عليها، ونتعلَّم كيف نُرشِّد استهلاكنا، بعيدًا عن التبذير والمبالغات، بعيدًا عن المظاهر الكاذبة، بعيدًا عن «الهياط»، بعيدًا عن كل التصرفات التي كُنَّا نُمارسها حين نأكل، وحين نلبس، وحين نحتفل، وحين نسافر، وحين نُرهق أنفسنا بديونٍ بهدف المباهاة أمام الآخرين، الذين (لا) يهمهم من أين جئنا بالمال، ولا كيف أنفقناه، وكأن كل ما يهمنا هو أن نلفت نظر الآخرين ليتحدَّثوا عنَّا، وعن بلاهتنا وسذاجتنا وسخافاتنا، والتي باتت صور مخجلة في أدوات التواصل...!!!
• أقولها لكم: لا شيء أجمل من أن يضبط الإنسان سلوكياته وطريقة حياته، وتنظيمها بطريقةٍ بسيطة جدا، ومعادلة ليست صعبة، وهي أن تعرف دخلك، ومن ثم كيف تُنفقه بطريقةٍ مثالية، بمعنى أن تعيش كما يقول المثل: «مد رجولك على قدر لحافك»، وفي هذا، واقعية التعايش مع مصادر دخلك بعقلانية، في مقدمتها ألا تستدين مبالغ من أجل أن تستمتع ساعة، وتعاني سنة، كما يفعل البعض، الذين يقترضون من أجل أن يسافروا سنويا، وكذلك الذين يُنفقون على فواتير الكهرباء مبالغ خيالية، وهم بإمكانهم ترشيد إنفاقهم على قدر حاجتهم، وكثيرة هي السلوكيات الخاطئة التي نمارسها، أعتقد أن عام 2018م سوف يُحوّلها إلى واقع مختلف، وحياة ربما تكون بداياتها صعبة، لكن في النهاية، سوف يرى الجميع أن كل شيء عادي، وأن علينا أن نقبل التغييرات والإصلاحات، مثلنا مثل كل دول العالم، وهي حقيقة أتمنى أن تكون أجمل مما نتوقع...!!!
• (خاتمة الهمزة).. العالم كله يتقدم ويفاخر بمنجزاته واختراعاته، إلا نحن، مازلنا نُفاخر بقصورنا، وبطرنا، وتفاهاتنا بطريقة ممجوجة وكريهة وسخيفة جدا جدا جدا.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
