تَتَوَالَى القصَص القَصيرَة، لَا لتَحطيم الأَرقَام القِيَاسيَّة، بَل لتَبْنِي جسُور المَودَّة، ولتُخفِّف عَنَاء المُطوّلات عَلَى المُحبِّين والمُتَابعين، الذين يُحبّون القَبض عَلَى «القصّة» مِن ذَيلِهَا، أَو قَطْف الكِتَابَات مِن رُؤوس أَقلَامِهَا.. وإلَى هَؤلاء أَهدي جَديد قصَارَى القصَص:
* سَألتُ الكَاتِب «الحَائِلي» الصَّديق «فَهد السَّلمَان»: لِمَاذَا لَا تُؤسِّس لَكَ حِسَابًا فِي «تويتر»؟ فقَال: (أَنَا - يَا أَحمَد - لَم أُخلَق طَائِرًا لأُغرِّد)..!
* سَألني: فِي أَي مَدينَةٍ تَسكُن؟ وهَل لَكَ مَقَرٌّ دَائِم؟ قُلت: الدُّنيَا مَمرٌّ ولَيست مَقرًّا.. لِذَلك أَنَا سَائِحٌ فِي بِلَاد الله، ومُحبٌّ لخَلْقِ الله..!
* سَألني: هَل صَحيح الزَّمان يَكشف مَا خَفي؟ قُلت: لِمَاذَا لَم تُكمل العِبَارَة؟ إنَّ الفَيلسوف «هوراس» يَقول: (الزَّمَان يَكشف مَا خَفي، ويُخفي مَا ظَهر أَيضًا)..!
* سَألني: أَي تَعريفٍ مِن تَعريفَات النَّجَاح؛ تَرَى أَنَّه يَقتَرب مِن الحَقيقَة؟ قُلت: إنَّه تَعريف الزَّعيم السِّيَاسِي الإنجلِيزي «وينستون تشرشل»، الذي يَقولُ فِيهِ: (النَّجَاح هو الانتقَال مِن إخفَاقٍ إلَى إخفَاق، دُون فُقدَان الأَمَل)..!
* سَألني: لِمَاذَا لَم تُعجبك حِكَاية «المُتنبِّي» مَع السّيف والرّمح؟ وبمَاذا تَردُّ عَليهِ؟ قُلت: لَم أَهضم عَلَاقة «المُتنبِّي» مَع السّيف والرّمح؛ لأنَّه - سَامحه الله - كَان مِن «المُهَايطين»، الذين يَقولون مَا لَا يَفعَلون، أَمَّا رَدِّي عَليه، فقَد تَمثَّل فِي استبعَاد عِبَارات «البَكَش»، وتَحديث أَخوَاتهَا؛ ليَكون البَيت عَلَى الشَّكل التَّالي:
الحَرْفُ والحِبْرُ والقِرْطَاسُ يَعْرِفُنِي
والفَيْسُ والنَّشْرُ والتَّغْرِيدُ وَتوِيتَرُ!!
* سَألني: فِي طفُولتك، كَيف قَاومت حُبَّك لأَكل اللَّحم؛ الذي لَا تَملك قِيمته؟ قُلت: عَالجتُ قلّة ذَات اليَد بمَثَل عَربي يَقول: (إنْ غَلا اللَّحم، فالصَّبر رَخيص)..!
* سَألني: كَيف تَرَى عيُونك الطَّعَام؟ قُلت: عيُوني تَرتَدي عَدسَات؛ تَرَى العَافية فِي أَطرَاف الجوع، ولِسَان حَالهَا يَقول: «وَدَاعًا للطَّعَام»..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي سُؤالٌ أَخير يَقول: مَا الحَدّ الفَاصِل - مِن وِجهة نَظرك - بَين الطّفولَة والكهُولَة؟ قُلت: الطّفولَة والكهُولَة؛ يَفصل بَينهما وَهمٌ لَذيذ، يَمرُّ سَريعًا، دُون أَنْ نَشعُر بِهِ - غَالِبًا - اسمه «الشَّبَاب»..!!