أصبحت قيادة المرأة للسيارة في بلادنا حقيقة، بعد أن كانت حلماً وقضية شغلت أمتنا لفترة. شهور قليلة وتجد إلى جوار سيارتك وأنت تسير في الشارع، سيارة تقودها امرأة، وسوف يصاب الكثير من القوم بالدهشة لكنهم سوف يستوعبون هذه الحالة بعد فترة وجيزة من إطلاقها. وربما أضافت قيادة المرأة للسيارة هدوءاً لم نعهده في حركة السير.. احترام الرجل للمرأة سوف يخفف من تشنج السائقين أثناء القيادة، وسوف تختفي العبارات غير اللائقة التي يقذف بها السائقون عادة، إذا شعروا أن هناك اعتداء على حقهم في أفضلية السير. وعلينا أن لا نخشى من قيادة المرأة. هناك آلاف من بناتنا قادوا السيارة في الدول الأخرى، لا أظن أن فتاة من طالباتنا المبتعثات في كل الدنيا، عادت إلى بلادها دون أن تحمل رخصة قيادة إلى جانب شهادة الجامعة التي حصلت عليها. والعائدون من الخارج يقولون إن سمعة فتياتنا في أقسام مرور تلك الدول أفضل بكثير من سمعة زملائهم الفتيان. ويجب أن لا نخاف من أية تداعيات، نستطيع تلافيها بالبداية السليمة، والضمانات الضرورية.. لم يعد بإمكان أحد أن يحصل على الرخصة بالهاتف، أو لأنه فلان أو ابن فلان. وسوف لا تمنح رخص إلا للمؤهلين لقيادة السيارة فعلاً. حتى بالنسبة للرجال يجب أن يعاد النظر في الرخص التي يحملونها لضمان سلامة السير، وتقليل الحوادث.
• في سويسرا وألمانيا ودول كثيرة يتطلب الحصول على رخصة قيادة سير عادية، شهادة من معاهد محترمة، معترف بها من قبل الدولة، بعد تدريب عملي لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور بمصاحبة خبير ودراسات نظرية تتناول معرفة الإشارات، والإسعافات الأولية ومتطلبات أخرى دقيقة وليس بالبساطة التي تتم في الدول العربية!!