نشر الحرس الثوري في إيران قواته في 3 أقاليم؛ لإخماد المظاهرات التي دخلت أسبوعها الثاني، وشهدت مقتل نحو 30 شخصًا، بحسب الحصيلة الرسمية. وقال الجنرال «محمد علي جعفري»، قائد الحرس الثوري، إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان؛ لمواجهة «الفتنة الجديدة»، على حد تعبيره. وفي تحدٍّ صريح، خرج المئات، الخميس في مسيرات احتجاجية في شوارع بلدات إيرانية عدة، وسط هتافات تقول: «الموت للديكتاتور»، في إشارة للمرشد الأعلى خامنئي. فيما حاول نظام الملالي التهدئة، وأعلن عن انتهاء الاحتجاجات والتظاهرات الغاضبة، وما أسماه الفتنة.
وفي طهران، هتف المحتجون الذين تجمعوا ليل الأربعاء في شارع ولي عصر، بشعار «الموت للديكتاتور»، و»سنقاتل لاستعادة الوطن منكم». وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية المتظاهرين في نوشهر شمال غرب البلاد، وهم يرددون شعار «الموت للديكتاتور». واستمرت الاحتجاجات خلال الساعات الأولى من صباح الخميس، في «أصفهان، كازرون، درفول، سبزوار، كرمنشاه، عيلام، شاهين شهر، وبندر عباس»، ومدن ومناطق أخرى في البلاد.
واشنطن تدرس فرض عقوبات.. وروسيا تحذر
في خارج إيران، لا تزال ردود الفعل تتوالى. مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد أن الولايات المتحدة تسعى لجمع معلومات، يمكن اتخاذ قرار على أساسها، قد تتيح لها فرض عقوبات على منظمات إيرانية وأفراد، لهم صلة بالحملة القمعية ضد الاحتجاجات. وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي على أهمية استمرار الحوار مع إيران، وأنه لن يزور إيران حتى يعود إليها الهدوء وتحترم الحريات. وزير الخارجية الألماني، «زيغمار غابرييل»، عَبَّرَ عن قلق بلاده بشأن الموقف المتصاعد في إيران، مطالبًا بتجنّب محاولة إساءة استغلال هذا الصراع الإيراني الداخلي دوليًّا. أما موسكو فإنها حذرت الخميس واشنطن من التدخل في «الشؤون الداخلية» لايران بعد ان وعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمساعدة الايرانيين على «استعادة زمام الحكم» في اعقاب التظاهرات الاحتجاجية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع وكالة تاس الرسمية «نحذر الولايات المتحدة من اي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للجهمهورية الايرانية». وانتقد ايضا دعوة السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي لعقد اجتماع طارئ في مجلس الامن لمناقشة اعمال العنف.
إيران تستعين بالمرتزقة لفرض التهدئة
أفادت مصادر خاصة، من داخل الأهواز، في تصريحات إعلامية، أن إيران جلبت عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لها، ونشرتها في إقليم الأهواز، وانتشروا في شوارع عبادان والمحمرة، والمحافظات الإيرانية الأخرى؛ لقمع الاحتجاجات الشعبية المتواصلة ضد نظام طهران. كما انضم قسم من عناصر الحشد الشعبي مع الحرس الثوري وقوات الأمن، إلى قمع المحتجين في حي الثورة (الدايرة) بمدينة الأهواز، مساء الأربعاء.
لواء «فاطميون»
يقتل الإيرانيين تحت نظر الملالي
نشر موقع «آمد نيوز» المعارض، الذي يغطي احتجاجات إيران، خبرًا مقتضبًا عبر قناته على تطبيق «تلغرام»، يفيد بأن الحرس الثوري جلب آلافًا من المرتزقة الأفغان من ميليشيات «فاطميون»، الذين يقاتلون في سوريا، إلى داخل إيران، ونقلهم إلى مدينة «خميني شهر» بمحافظة أصفهان؛ للمشاركة في قمع الاحتجاجات الشعبية المستمرة.
نجل الشاه يطالب العسكريين بالانضمام للمظاهرات
طالب نجل شاه إيران السابق، «رضا بهلوي»، المقيم في الولايات المتحدة، في حديث تلفزيوني - العسكريين الإيرانيين بالانضمام للشعب، والتخلي عن الجمهورية، التي يقودها المرشد علي خامنئي. وقال «بهلوي» في حديث مع تلفزيون «من وتو» الناطق بالفارسية، الذي يبث برامجه من لندن: «إن على المرشد الإيراني علي خامنئي أن يرحل، بعدما مزق المحتجون صوره، وهتفوا في مظاهراتهم ضده، مطالبين برحيله عن السلطة». وتابع «بهلوي» في حديثه عن القوات المسلحة، في إيران «يجب أن يوضحوا موقفهم من الاحتجاجات». وأضاف نجل شاه إيران السابق: «الذي يلبس الزي العسكري، سواء كان من الجيش أو الحرس، يجب أن يحرس عن الشعب وليس الحكومة». وأشاد المحتجون في أكثر من مظاهرة، بالفترة الملكية في إيران؛ الأمر الذي شجع نجل شاه إيران بمخاطبة المتظاهرين عبر أكثر من موقع، منها تويتر والقنوات التلفزيونية، خلال الأيام الماضية، مطالبًا إياهم بالصمود والاستمرار في مظاهراتهم ضد النظام في بلادهم. وسبق أن أصدر بهلوي بيانًا أشاد خلاله بالمتظاهرين، وأعلن تضامنه معهم، وقال: «إن النظام أهدر فرصًا للإصلاح خلال 38 سنة الماضية، وأكد أن النظام الجاري لا يمكن إصلاحه».
«شريعتمداري» ينتفض في وجه «خامنئي
»
وجَّه «حسن شريعتمداري» ابن المرجع التقليد الشيعي الشهير «سيد كاظم شريعتمداري»؛ بيانًا خاطب فيه المواطنين الآذربايجانيين، باللغة الآذرية، وطالبهم بالانضمام للاحتجاجات. فيما حذر رئيس جمهورية إيران الأسبق، «محسن بني صدر»، الذي يعيش في منفاه بباريس - المتظاهرين من العنف؛ حيث أكد أن النظام سيستغله في قمع الاحتجاجات، بعد أن شهدت الاحتجاجات في بعض المدن الإيرانية، حرق مبانٍ حكومية.
إيران الغارقة في تدخلاتها.. تشكو التدخل
اتهمت إيران في الأمم المتحدة، أمريكا بالتدخل في شؤونها الداخلية، متناسيةً أن أصابعها لا تزال تحرك جماعات مسلحة داخل دول عدة؛ سعيًا لزعزعة استقرارها، وفرض نفوذها في المنطقة، وفي محاولة منها لتغطية واقع التظاهرات التي تشهدها البلاد. وقال المندوب الإيراني، في الأمم المتحدة «غلام علي خوشرو»، في رسالة إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريس»: «إن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي، زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها في الشؤون الداخلية لإيران؛ بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة». وتأتي «شكوى إيران» من التدخلات الخارجية، في الوقت الذي تتدخل هي في شؤون دول، مثل اليمن، سوريا، العراق، البحرين ولبنان، بل وتتباهى بسيطرتها على عواصم عربية. وشكلت طهران لاعبًا أساسيًّا في سوريا؛ إذ أرسلت قوات من الحرس الثوري و»حزب الله»؛ لدعم القوات النظامية، منذ بداية الحرب. ولا يزال يعاني اليمن من انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي سيطرت على العاصمة صنعاء، وارتكبت جرائم حرب، وجندت الأطفال، إضافةً إلى عملها على تدمير اقتصاد البلاد، ونهب أمواله. وتهرب إيران الصواريخ والأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في هجماتهم؛ حيث ثبت أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية، إيرانية الصنع.
معارض إيراني:
متاجرة خامنئي بـ»الخدمة العسكرية»
دفعت الجنود للثورة
هناء عاطف - القاهرة
كشف «زهير أحمد»، عضو مجلس المقاومة الإيرانية المعارض، عن كواليس الأخبار التي ترددت، خلال الساعات الماضية، حول انشقاق عناصر من الجيش والشرطة، وانضمامهم للمحتجين الغاضبين، موضحًا أن هذا التصرف يعود إلى انتشار تجارة الخدمة العسكرية. وأوضح في تصريح لـ»المدينة»، أن نظام الملالي اعتاد على بيع الإعفاء من الخدمة العسكرية بمبلغ يصل إلى 20 ألف دولار، وهو ما أدى إلى عدم المساواة، وانضمام الفقراء فقط إليها. وأشار المعارض الإيراني، إلى أن ما يقرب من 800 ألف شاب، يصلون إلى سن التجنيد سنويًّا، وهو ما يدفع الحكومة، إلى مساومة الأغنياء منهم على دفع المبلغ المذكور مقابل الإعفاء. وأضاف أن هذا السلوك يعد تمييزًا للأغنياء، وترسيخًا للمبادئ الرأسمالية التي يدعي الملالي محاربتها، ومعاداة الغرب بسببها. ولفت إلى أن الملالي يسعون إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأوضاع السيئة التي يعيشها الإيرانيون، وهو ما يعيد الأمور في إيران إلى العصور الوسطى، حينما كان الغني يستعبد الفقير؛ الأمر الذي فجر الانتفاضة الأخيرة.
قتلى من استخبارات إيران
أفاد بيان للحرس الثوري، بأن «3 من أفراد عناصر الاستخبارات الإيرانية، قتلوا في اشتباكات بمدينة «بيرانشهر»، غرب البلاد، خلال معركة مع عناصر معادية للثورة»، حسبما نقلت وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيراني. فيما أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في بيانٍ، أن عناصر البيشمركة التابعة للحزب، والتي تتخذ من الجبال الواقعة على الحدود الإيرانية - العراقية لها، اشتبكت مع قوات الحرس الثوري في تمام الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، بقرية «زيوة»، وقتل 6 منهم.
ضابط أمن ينشق وينضم للمحتجين
انشق ضابط من قوى الأمن الداخلي الإيراني، مساء أمس الأول الأربعاء، وانضم إلى المحتجين في مدينة «خرّم آباد»، مركز محافظة لورستان، وسط البلاد. ونشر موقع «آمد نيوز» المعارض الذي يغطي الاحتجاجات في قناته عبر تطبيق «تلغرام»، مقطعًا يُظهر الضابط المنشق، وهو ينضم للمحتجين، الذين استقبلوه بحفاوة، ويشكرونه على موقفه الشجاع.
طهران تستعين بـ «حشد» العراق ومرتزقة أفغان لقمع المحتجين
تاريخ النشر: 05 يناير 2018 03:31 KSA
احتجاجات إيران تدخل أسبوعها الثاني.. و«الحرس الثوري» ينتشر في الشوارع
A A