من الملاحظ في الآونة الأخيرة ظهور داء مقيت، انتشر انتشار النار في الهشيم ألا وهو الهياط، وكأحد الأسباب الجوهرية التي ساعدت هذا الداء في الانتشار بعضًا من القنوات الفضائية التي تُبجل من يتصف بهذا الداء، فزاد بسبب ذلك عددهم، ولا تجد (مهايطي) إلا وتغيرت لديه كثير من مفاهيم الحياة، وأصبح يفعل أشياء لا يُؤْمِن بها في قرارة نفسه ولكن أجْبَر نفسه على فِعلها ليواكب ركب المهايطين وإرضاء المطبلين، كالتكلف في الأفراح والمناسبات وإحضار كبار الشعراء الذين يكيلون المديح في صاحب الشأن، بل انقلبت الأفراح لخطب ارتجالية، وما يعرض فيها من عرض المباركات المالية والهدايا أمام الجميع.
فكل من أراد ان يُصبح مهايطًا لابد أن يؤمن بهذه المفاهيم المغلوطة ويعمل بها، عليك بالتبذير المقيت في الولائم والمناسبات تحت معنى الكرم، زاحم الكبار بالمجالس من باب التصدُّر، التجمّل بلبس البشت، لدرجة أحيانًا كثيرة تجد بعضًا ممن يلبسه لا يملك قيمته في الواقع، ولا يظن البعض أنَّ هذا الداء موجود فقط عند العوام، أو فقط عند من يلهثون خلف الظهور، بل بكل أسف موجود حتى على مستوى المتعلمين، وليت الأمر ينتهي عند ذلك بل الأمر تعدى حتى وصل لدين الله فتجد أنصاف المتعلمين يخالفون علماء لاحت عوارضهم بالشيب في العلم بحجة وجهة نظر بل وتقديم الافتاء في بعض المسائل التي تعرض في الكثير من المجالس، ولكن أعيد وأؤكد أنّ انتشار القنوات الفضائية أحد الأسباب الجوهرية التي أدت إلى انتشاره وزيادته من خلال ما يتم عرضه في المناسبات والاحتفالات من شيلات حماسية وأبيات شعر (مدح وتبجيل).. فالهياط لا يقف عند شخص أو شهادة ولا يحتكره منصب أو وظيفة.. فمتى يفيق هؤلاء المرضى بهذا الداء؟