لاعبان اثنان ينضمان في الفترة الشتوية لقائمة المحترفين المصريين في الملاعب السعودية، مؤمن زكريا للأهلي وعماد متعب للتعاون؛ رفعًا عدد المصريين في الأندية السعودية إلى تسعة لاعبين، كأعلى عدد يصله المحترفون المصريون في تاريخ الدوري السعودي.
هذا الأمر لم يأت بالصدفة، بل جاء بعد أن أثبت النجوم العرب - وعلى رأسهم المصريون - جدارتهم، والإضافة الكبيرة التي يمكن أن يُحدثوها لأي ناد ينضمون إليه، الأمر لا ينحصر على المصريين، بل يتعدى إلى باقي المحترفين من الدول العربية الأخرى.
المحترفون المصريون والجزائريون والتونسيون والسوريون والعراقيون؛ أثبتوا جدارتهم في الدوري السعودي، وقدَّموا مستويات مميزة أجبرت سماسرة اللاعبين على توجيه أنظارهم باتجاه الدول العربية، بالرغم من عدم رغبتهم في ذلك؛ لأن أسعارهم أقل.
بحسبة بسيطة سنجد أن العائد الفني الذي يُقدِّمه اللاعب العربي في الدوري السعودي أعلى بكثير من كثير من المحترفين الأجانب، رغم الفارق الشاسع في العائد المادي الذي يحصل عليه كلاهما.
«السومة، والأنصاري، بلعمري، الحضري، العكايشي والأمير»؛ نماذج مميزة للمحترفين العرب، والقائمة تطول في الدوري السعودي لأسماءٍ عربية قدمت مستويات رفيعة، وحضورًا فنيًّا مميزًا، جعلنا نستغرب - كمتابعين - من تأخر استقطاب النجوم العرب للأندية السعودية، طوال هذه السنين التي مضت بأعداد أكبر.
الغريب في الأمر أنه رغم التجارب المكررة، إلا أن أنديتنا تصر على إحضار محترفين من أمريكا اللاتينية وأوروبا، مهما زادت أسعارهم، بل كلما زاد سعر الأجنبي زاد حلاوةً في عيون أنديتنا، رغم أن الناجحين منهم قلة أمام لاعبين عرب وأفارقة، جاءوا للأندية السعودية بمبالغ أقل مقارنة بما يتقاضونه اللاعبون الأجانب.
حقق الأهلي الدوري، وكان للسومة وعبدالشافي دور كبير، وحقق النصر الدوري وكان لمحمد حسين دور كبير، وحقق الفتح الدوري وكان لسيسيكو ودوريس سالمو دور كبير، وغير ذلك من الشواهد الكثير والكثير التي تؤكد حضور وتفوق المحترفين العرب والأفارقة أيضًا.
تفوق فني يجعل من الدوري السعودي قبلةً للمحترفين العرب في المقام الأول، والأفارقة في المقام الثاني، ليس هذا وحسب، بل قد ينهي مشكلة الضوائق المادية التي تعيشها الأندية، من خلال استقطاب محترفين عرب بمبالغ معقولة، بدلًا من مئات الملايين التي أُهدرت على أسماء لاتينية وأوربية.
توجيه البوصلة باتجاه النجوم العرب من الخليج إلى المحيط، مطلب قادم، وتخطيط مستقبلي ناجح للأندية السعودية، سيكون له مزايا كبيرة؛ نظير الإضافة الفنية التي يقدمونها، والحماس والروح العالية التي يتميزون بها، والمزايا المالية المعقولة التي يتقاضونها.