يستخدم الناس اليوم، الهاتف بنوع من الإسراف الشديد، في يد كل واحد منا جوال يستخدمه في «الفاضي والمليان»، وفي منازلنا عدد من الجوالات لا يقدر على تحمل أعبائها الكثير من الناس، حتى الأطفال الصغار، أصبح الجوال مطلبًا، أما الكبار فبعضهم يعيش حالة إدمان وعزلة وهو بين الناس، وفي السيارة يقال إن سبب معظم حوادث السير، انشغال السائقين باستخدام الهواتف أثناء القيادة، وفي كثير من الدول هناك عقوبات مالية عالية للذين يستخدمون الهاتف أثناء القيادة، ويقال إن نظام مرورنا الجديد نص على تأثيم هذه الفعلة ووضع لها عقوبة مناسبة، ومع ذلك لم نر أثرًا لهذا النص في العمل إطلاقًا.
ويقال إن فواتير الجوال دفعت البعض إلى التسول لعدم قدرة رب الكثير من الأسر على دفعها، وذات يوم قريب جاء أحدهم إلى مكتب رجل أعمال معروف بحب الخير ومساعدة المحتاجين، وفي يده عدد من فواتير الهاتف والكهرباء المتراكمة عليه، يناشده تسديدها لعدم قدرته على دفعها، بعد أن تلقى إخطارات بقطع الخدمة، كانت فواتير الهاتف بعدد أفراد أسرته، كان رجل الأعمال وهو يتفحص الفواتير، يردد في استهجان عبارات مثل.. ليس معقولًا.. والله حرام.. يرفع رأسه للرجل.. سأدفع فواتير الكهرباء؛ لكي لا يقطعوا التيار عن دارك وتعيش في الظلام، أما فواتير الهاتف التي تجاوزت قيمتها فاتورة الكهرباء، فإني آسف، حتى إن حرموك من استخدام الهاتف مدى الحياة!!