على ذمة هذه الصحيفة الغراء (3 يناير)، فإن هيئة مكافحة الفساد تعد العدة لإشراك المواطنين في رقابة وتقييم جميع الجهات الحكومية بشكل آلي من خلال التطبيق الذي أطلقته قبل أيام قليلة.
وعندما عدت إلى الموقع الإلكتروني للهيئة، وجدت أن الموجود حالياً هو الإبلاغ عبر الطريقة التقليدية لا غير، بمعنى كتابة خطاب إلى رئيس الهيئة بشروط معينة مع إرفاق الأدلة والقرائن إن وُجدت، ربما لأن التطبيق المقصود ليس جاهزاً حتى الساعة.
على كل حال لا بد من الإجابة على السؤال التقليدي: ثم ماذا؟، بمعنى ما هو الإجراء الذي سيعقب ذلك؟ هل سيتم مثلاً رصد النتائج أولاً بأول حتى تعرف الإدارات الحكومية موقعها من مدى رضا مراجعيها وعملائها.
وحتى لا ننسى، فعلينا ألاّ ننسى أن بعض المرافق والإدارات ستنال دوماً درجات متدنية غالباً، ولنأخذ مثلاً مطار جدة، فحالته بائسة ووضعه مزرٍ، ويحتل دوماً موقع الصدارة في ضيق الصدر والكآبة فضلاً عن المنظر البائس وكثرة الوساخة.
وإدارات أخرى يبدأ المراجع لها مشوار النكد من لحظة وصوله بسيارته الخاصة التي لا يجد لها موقفاً، فيضطر إلى الوقوف بعيداً ليمشي كثيراً، وفي المشي صحة وبركة إلاّ أن يكون عاجزاً ولا يقدر على كثير حركة.
اقتراحي على (نزاهة) العزيزة أن تبدأ قبل التقييم بمحاولة إقناع كل إدارة حكومية بعملية الاهتمام بالتجمل والتزيين! مثلاً عندما يطل المراجع الكريم، يُفاجأ بمدخل نظيف (وقبله تنظيم لمواقف السيارات ما قرب منها وما بعد، حتى لا يُفاجأ بإشعار مخالفة تأتيه عبر الجوال كأنها مداهمة)، وغرف أنيقة مقبولة ومكاتب مرتبة خالية من أكوام المعاملات المكدسة والأوراق المبعثرة، ثم الاستبشار بوجوه باسمة، فإن لم تكن باسمة فلا تكون عابسة، ومهم أيضاً أن تكون (شبابيك الخدمة) مفتوحة عاملة، لا كلها مغلقة عدا اثنين أو واحد.
هذه النظرة الأولية الإيجابية والصورة الذهنية اللامعة ضرورية جداً لتقييم إيجابي يساعد (نزاهة)، ويساعد كل إدارة، بمعنى أن يمس التقييم جوهر الأداء الفعلي لا شكله المظهري.
والله المستعان!